تكتيكات الحركة الإسلامية لإعادة تشكيل الصراع في السودان لتحقيق مكاسبها
منذ أمد بعيد، تتبنى الحركة الإسلامية في السودان إستراتيجية محكمة لاستعادة نفوذها، مستخدمةً أدوات الحرب وحملات التشويه لتقويض القوى السياسية المدنية، وتقديم نفسها كبديل وحيد قادر على حماية البلاد، وإن كان ذلك على حساب استقرار السودان ووحدته. وفي إطار هذه الإستراتيجية، تتبع الحركة تكتيكات متشابكة، تهدف جميعها إلى زعزعة الثقة في القوى المدنية وتشويه صورتها أمام الشعب السوداني.
أحد أبرز تكتيكات الحركة هو شن حملة إعلامية منظمة تسعى إلى تصوير القوى السياسية المدنية مسؤولة عن إشعال الحرب، على الرغم من أن هذه القوى كانت قد اقتربت من الوصول إلى السلطة عبر اتفاقيات سياسية، من بينها “الاتفاق الإطاري”. هذه الحملة تفضح التناقض في خطاب الحركة؛ فكيف يمكن لقوى مدنية تطمح إلى تحقيق الانتقال السياسي بوسائل سلمية أن تتحول إلى قوة عسكرية هدفها زعزعة استقرار البلاد؟ إن الهدف الحقيقي للحركة من هذا التشويه هو استثمار الدعاية الإعلامية الموجهة لتشويه صورة القوى المدنية أمام الشعب، وإظهارها بمظهر القوة العاجزة عن تحمل المسؤولية الوطنية، مما يفتح الباب لتعزيز الانقسامات وإثارة الشكوك حول أهليتها.
وفي إطار سعيها لتأجيج الانقسامات، تلجأ الحركة الإسلامية إلى استغلال النزاعات القبلية، وتعمد إلى إثارة التوترات العرقية في المجتمع السوداني المتنوع. ومن خلال تغذية النَّزَعات القبلية، تضع الحركة المجتمع أمام احتمال التفكك، مستفيدة من التاريخ الطويل للتوترات الإقليمية لإشعال الفتنة بين القبائل، وتجزئة السودان إلى كيانات متصارعة. وبهذا، تصبح لها القدرة على التحكم في كل جزء من البلاد على حدة، وإضعاف أيّ جبهة وطنية موحدة قد تقف في وجه مخططاتها، مما يُسهّل عليها تقديم نفسها كقوة قادرة على فرض النظام.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق