خالد الإعيسر: تناقضات وزير الإعلام بين الشعارات والواقع
أثار تعيين خالد الإعيسر وزيرًا للإعلام جدلًا واسعًا، لا سيما مع تركيزه المفرط على إعادة تمويل وكالة السودان للأنباء (سونا) والإعلام الرسمي، رغم الظروف الاقتصادية القاسية التي تمر بها البلاد. يأتي ذلك في وقت تعاني فيه الدولة من خسائر فادحة في الميزانية تجاوزت 80% نتيجة الحرب المستمرة.
منذ تسلمه المنصب، قدم الإعيسر مطالبات ملحة بصرف مبالغ كبيرة تصل إلى 20% من موارد الدولة على الإعلام، مبررًا ذلك بأهمية تقوية المنصات الإعلامية في ظل الظروف الحالية. ومع ذلك، تعرض لانتقادات واسعة من قطاعات عدة اتهمته بتجاهل الأولويات الحقيقية كدعم المرافق الخدمية الحيوية مثل التكايا، المطابخ الميدانية، غرف الطوارئ، ومرتبات العاملين في القطاع العام.
تعرض الوزير للسخرية بسبب تناقض تصريحاته مع الواقع. ففي الوقت الذي يتغنى فيه بـ"معركة الكرامة"، اتسمت مواقفه بالتردد وغياب المبادرات العملية، إذ تركزت جهوده في لقاءات إعلامية مليئة بالاتهامات والشيطنة بدلاً من تقديم حلول ملموسة لدعم الجبهة الداخلية أو تخفيف معاناة المواطنين المتضررين.
كما تعرض الإعيسر لهجوم حاد بسبب تأثره الواضح بتدمير منصات البث الخاصة بالهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، في حين لم يُبدِ اهتمامًا كافيًا بخسائر الطيران الحربي التي طالت الأسواق والمناطق الشعبية، وأسفرت عن أضرار جسيمة في الأرواح والبنية التحتية. يُنظر إلى هذا التجاهل على أنه انحياز لصالح الأجندة الإعلامية بدلًا من الوقوف مع معاناة الشعب.
يبقى خالد الإعيسر شخصية مثيرة للجدل، إذ تتعالى الأصوات الناقدة لسياسته الإعلامية التي تبدو بعيدة عن الواقع الصعب الذي يعيشه السودانيون يوميًا. ومع استمرار الأزمات المتفاقمة، تتزايد المطالب بمراجعة أدوار القيادات وتوجيه الجهود نحو أولويات أكثر إلحاحًا تمس حياة المواطنين بشكل مباشر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق