قيادات أهلية تحذر من انفلات أمني في بورتسودان بعد سلسلة اعتـداءات من الجيش والمشتركة
تشهد مدينة بورتسودان، الواقعة على ساحل البحر الأحمر، تصاعدًا مقلقًا في حالات الاعتداءات التي ينفذها أفراد من الجيش والقوة المشتركة ضد المدنيين، وسط تحذيرات من أن استمرار هذه الانتهاكات قد يؤدي إلى انفجار الأوضاع الأمنية في المدينة التي تُعد مركزًا إداريًا وعسكريًا مؤقتًا للحكومة السودانية.
وفي تسجيل مصور، كشف العمدة تاج السر صالح، أحد القيادات الأهلية في حي القادسية، عن حادثة اعتداء تعرض لها الشاب محمود خواجة، الذي اقتادته قوة مشتركة تستقل عربة عسكرية إلى مقرها المجاور للحي، حيث أُجبر على الانبطاح وتعرض للضرب المبرح والتقييد بالحبال وحلاقة شعره قبل إطلاق سراحه. وأوضح العمدة أن الحادثة وقعت عقب توقف اضطراري لركشة كان يقودها الشاب بسبب مطب في الطريق، لتدّعي مجموعة كانت خلفه أنه صدمهم أثناء الرجوع، ما دفعهم إلى استدعاء القوة المشتركة التي نفذت الاعتقال والاعتداء.
وأكد العمدة أن محمود يرقد حاليًا في المستشفى، مشيرًا إلى أن بلاغًا رسميًا فُتح لدى الشرطة، وتم التواصل مع والي الولاية وقائد الاستخبارات، حيث طُرح الأمر في اجتماع اللجنة الأمنية. كما أشار إلى أن مقر القوة المشتركة يقع داخل الحي، وأن بعض أفرادها يدخلون إلى سوق “جادو” ودلالة الحي ويأخذون ممتلكات المواطنين دون وجه حق، مطالبًا قيادة القوة بضبط سلوك عناصرها، ومحذرًا من ردود فعل محتملة من سكان الحي في حال استمرار الانتهاكات.
وفي حادثة منفصلة، تعرض الناشط المجتمعي المعروف باسم سنونا لاعتداء لفظي وجسدي من قبل مجموعة من الجنود والضباط في منطقة البحر الأحمر، إثر تبادله الحديث مع مرافقه بلغة البداويت المحلية. وقال سنونا في تسجيل مصور على فيسبوك إن الاعتداء شمل ضربًا على الوجه وإهانات مهينة، بسبب استخدامه للغته الأم، ما أثار موجة من الاستياء في الأوساط المحلية.
وفي تطور لاحق، أفادت الصحفية عزة إيرا لراديو دبنقا بأن قائد المنطقة العسكرية في البحر الأحمر أمر باحتجاز الضباط والجنود المتورطين في الحادثة، وفتح تحقيق رسمي، فيما أشار سنونا في منشور على صفحته إلى أن لجنة محاسبة بدأت أعمالها، وتم إيقاف عدد من الضباط عن الخدمة.
ولم تصدر الجهات الأمنية في ولاية البحر الأحمر أي تعليق رسمي حتى الآن، فيما يحذر مراقبون من أن اتساع دائرة الاعتداءات العسكرية على المدنيين قد يؤدي إلى انهيار المنظومة الأمنية في المدينة، التي تستضيف آلاف النازحين وتُعد شريانًا حيويًا للعمليات الإنسانية والإدارية في شرق السودان.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق