الفولة تواجه كارثة إنسانية محتملة بعد تدفق آلاف النازحين من مناطق المواجهات
تشهد مدينة الفولة في ولاية غرب كردفان تفاقماً حاداً في الأوضاع الإنسانية، في أعقاب موجة نزوح واسعة النطاق نتجت عن الغارات الجوية التي نفذها الطيران الحربي، والاشتباكات العنيفة بين الجيش وقوات الدعم السريع في مدن أبو زبد، الحمادي، والدبيبات. وأفادت مواهب البلة، عضو لجان الطوارئ في الفولة، في تصريح أن مئات الأسر وصلت إلى المدينة هرباً من مناطق النزاع، لتنضم إلى نازحين سبق أن وفدوا من بابنوسة، لقاوة، الخرطوم، والنهود، ما أدى إلى تكدس سكاني غير مسبوق فاقم من الأزمات الصحية والمعيشية.
وأوضحت البلة أن عدداً كبيراً من النازحين يعيشون في العراء ويفترشون الأرض في ظل غياب شبه كامل للمأوى والمرافق الأساسية، مشيرة إلى أن من بين هؤلاء المرضى والمعاقين وكبار السن، بالإضافة إلى نساء حوامل ومرضعات، وأطفال أيتام لا يجدون ما يسد رمقهم سوى التسول في الشوارع. ووصفت الظروف التي يعيش فيها النازحون بأنها حرجة للغاية، محذرة من أن استمرار هذا الوضع دون تدخل عاجل قد يؤدي إلى كارثة إنسانية.
وانتقدت البلة ضعف الاستجابة الإنسانية من قبل المنظمات الدولية، مشيرة إلى أن التدخلات الحالية تقتصر على بعض المبادرات الوطنية التي لا تتجاوز توزيع سلة غذائية سنوية تحتوي على كميات محدودة من الأرز والعدس والدقيق، وهي بالكاد تكفي أسرة واحدة لثلاثة أيام. ولفتت إلى أن عدد النازحين في الفولة تجاوز أربعة آلاف شخص، موزعين بين مراكز الإيواء المؤقتة، والشوارع، وبعض الوديان في أطراف المدينة، حيث يعيشون تحت الأشجار دون حماية أو خدمات أساسية.
تدفق آلاف النازحين إلى الفولة ينذر بكارثة إنسانية وشيكة، ما يستدعي تدخلاً عاجلاً من الجهات الحكومية والمنظمات الإنسانية لتوفير المأوى والغذاء والرعاية الصحية، وتجنب تفاقم الأوضاع.
ردحذف