الثلاثاء، 22 سبتمبر 2020

انتقضدتها امس وتتودد لها اليوم تركيا تتود لأسرائيل

 



طرح سؤالا حول التقارب التركى الإسرائيلى وما مدى جديته وإمكانية تعاون الطرفين لحل العديد من العقبات مثل الأزمة فى سوريا ومكافحة فيروس كورونا

 يقول أميكام ناشمانس ــ أستاذ العلوم السياسة بجامعة بار إيلان بتل أبيب ــ أن العلاقات الخاصة بين تركيا وإسرائيل التى استمرت من تسعينيات القرن الماضى وحتى أوائل القرن الحادى والعشرين تميزت بتعاون استراتيجى مفتوح وقيام اللوبى الإسرائيلى بحمل المصالح التركية فى الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى إلا أن شكل هذا التعاون مختلف عما هو مألوف بسبب الرغبة فى إبقاء العلاقة سرية بين الطرفين.من المرجح أن تختلف شكل العلاقات بين الفاعلين فى المستقبل. فلم تعد أنقرة فى حاجة إلى الضغط الإسرائيلى بالنيابة عنها. والأهم من ذلك، أصبح هناك ترددا متزايدا لدى الإسرائيليين لممارسة الضغط لصالح تركيا منذ بداية القرن الحالى، وهذا التردد أصبح عنصرا مهما فى تدهور العلاقات الثنائية فيما بعد.
بدأت العلاقات بين إسرائيل وتركيا فى التدهور لأول مرة فى 2004ــ2005 بعدما وجد تردد بين جماعات الضغط الإسرائيلية فى دعم الموقف التركى تجاه قضية الإبادة الجماعية للأرمن فى وسائل الإعلام ودوائر صناعة القرار فى الولايات المتحدة، مما أصبح بمثابة مفترق طرق فى العلاقة التركية الإسرائيلية وفرصة لتركيا للتخلص من هذه العلاقة المحرجة. كانت وجهة نظر أنقرة أن الضغط اليهودى والإسرائيلى كان شكلا من أشكال الابتزاز. لسنوات، فضل النظام التركى تبنى سياسات معادية لإسرائيل ولم يكن لديه مصلحة حقيقية فى إقامة علاقات وثيقة معها. ولكن بسبب الحاجة إلى المساعدة الإسرائيلية، اضطرت تركيا إلى تقليص سياساتها الحقيقية المعادية لإسرائيل.
لا تزال هناك قضايا تستدعى التعاون التركى الإسرائيلى، بما فى ذلك سوريا وإيران والأكراد والإرهاب. قد تؤدى هذه القضايا إلى تبادل المعلومات الاستخبارية (غير العسكرية) خلف الأبواب المغلقة. وقد تقوم مشاريع مشتركة محدودة.. لكن قيام علاقات استراتيجية مفتوحة تتضمن القيام باللوبى لصالح تركيا لن تتكرر...
***
أما مايكل هارارى ــ زميل فى معهد Mitvim وسفير إسرائيلى سابق فى قبرص ــ يرى أن العلاقات بين إسرائيل وتركيا فى العقد الأخير دخلت فى مرحلة ركود مستمر خاصة بعد حادثة سفينة مرمرة التى كانت متجهة إلى غزة وداهمتها القوات الإسرائيلية فى 2010 وقتلت 10 ناشطين أتراك كانوا على متنها. لم يؤد توقيع اتفاقية التطبيع فى يونيو 2016، التى حسمت قضية مرمرة، إلى استعادة الثقة بين الطرفين أو استئناف للحوار رفيع المستوى. مازال التمثيل الدبلوماسى على مستوى القائم بالأعمال وليس السفير، وهو مؤشر على رد أنقرة على نقل السفارة الأمريكية إلى القدس واستخدام العنف فى الاشتباكات مع سكان غزة.يكمن التحدى الرئيسى فى صعوبة إيجاد مصالح مشتركة بين الطرفين. فالخلافات العميقة بينهم تتركز حول الصراع الإسرائيلى الفلسطينى وتطبيق السيادة الإسرائيلية على أجزاء من الضفة الغربية ودعم أنقرة للإسلام السياسى سواء فى فلسطين (حماس) أو فى الشرق الأوسط بشكل عام. علاوة على ذلك، قامت إسرائيل بتوطيد علاقاتها مع خصوم تركيا فى البحر المتوسط إلى جانب ذلك يختلف موقف إسرائيل عن الموقف التركى فى ليبيا حيث تدعم إسرائيل حفتر.يرى هارارى أنه فى الوقت الحالى هناك آمالا ضئيلة بأن تتحسن العلاقات بين الطرفين بالنظر إلى الاختلافات العميقة فى الرأى وغياب المصالح السياسية الاستراتيجية المشتركة. ومع ذلك، يبقى من المهم مواصلة البحث عن سبل لاستعادة الحوار السياسى.

0 Comments: