الاثنين، 5 يوليو 2021

دولة الأمارات العربية كانت وستظل السند والعون لدولة السودان والشعب السوداني الشقيق

علاقات حكومة السودان الانتقالية ودولة الأمارات العربية شهدت تطوراً كبيراً في مختلف المجالات، ظلت أمارات ودامت دولة الخير، ترسل جسوراً جوية إلى جميع أنحاء العالم، وكانت الخرطوم الاولى في أهتمام الامارات في الأزمات التي يمر بها، والامارات كانت وستظل السند والعون لدولة السودان والشعب السوداني الشقيق




رئيس حزب الأمة القومي فضل الله برمة أشار إلى أن الأمارات لها مكانة خاصة في قلوب السودانيين ولم تنقطع عن مساعدتهم منذ فجر الاستقلال، وقال إنها وقفت بجانب السودان وقدمت مساعدات إنسانية ومساعدة للجيش وغيرها من المجالات .

وأضاف، برمة لفت إلى العلاقة المتميزة بين حزبه ودولة الأمارات، وقال إنها استقبلت الإمام الصادق المهدي، كما أنها أرسلت طائرة خاصة لعلاج الإمام الصادق المهدي بأبوظبي.

ولقد زار رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان، الأمارات ضمن الدول الأولى التي اختار زيارتها عندما كان رئيساً للمجلس العسكري الانتقالي، وكررها مرة ثانية بمعية رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، وثالثة خلال الحوار بين الولايات المتحدة والسودان لرفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، ولم تنقطع زيارات البرهان إلى أبوظبي وزارها في التاسع من مايو الماضي، وتعتبر الزيارة الثالثة له خلال عام. 

مراقبون أشاروا إلى أن العلاقات بين السودان والأمارات في تطور مستمر، لافتين إلى أنها في مجالات كثيرة، كان آخرها تقديم جرعة لقاحات مصل كورونا، في الوقت الذي يحتاج فيه الشعب الأماراتي للقاحات، وكان سفير الأمارات بالخرطوم حمد الجنيبي، قد أشار الى أن بلاده انشأت المستشفيات والمراكز الصحية بعدد من الولايات بالسودان .

الدعم الأماراتي لم يقتصر على الجانب الصحي فقط، بل تعداه إلى جوانب أخرى، العام الماضي قدمت أبوظبي دعما عاجلاً لمتضرري السيول والفيضان شمل عدة مناطق، وكان بتوجيه من الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ومتابعة الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في منطقة الظفرة ورئيس هيئة الهلال الأحمر الأماراتي.

وكانت دولة الأمارات قد قدمت مبادرة الفشقة لإنهاء التوتر الحدودي بعد أن حشدت الدولتان قواتهما على الحدود، وبحسب المبادرة فإن السودان يستثمر 40% من الأرض ومثلها للأمارات، فيما يتم تخصيص 20% من أراضي الفشقة للمزارعين الإثيوبيين .

وزير الري ياسر عباس اعتبر أن المبادرة هي صيغ استثمارية وفق القوانين السودانية في أراضي الفشقة، وقال “ستكون هنالك استثمارات من الأمارات والبنك الدولي والاتحاد الأوروبي، بحيث يساهم سد النهضة في توليد الكهرباء من إثيوببا، ويساهم السودان بالاستثمارات الزراعية لتوفير الغذاء لإثيوبيا، لكن عضو مجلس السيادة الانتقالي مالك عقار كان أول من أعلن رفضه للمبادرة واعتبرها تقسيما لأرض البلاد .

وفي الثاث والعشرين من مايو الماضي أخطرت الأمارات الخرطوم رسميا بسحب مبادرتها، بعد أن نظم رافضو المبادرة وقفة أمام السفارة الأماراتية بالخرطوم، رئيس مفوضية الحدود ، معاذ تنقو قال إن المبادرة الأماراتية حول الفشقة بها خير كثير للسودان والمنطقة، لكن تم رفضها، وأضاف ” كان يمكن التفاوض حول المبادرة .

تنقو قال “تم رفضها من قبل أصحاب الأجندة، وآخرون عارضوها دون فهمها وهذا غير صحيح” .سياسة المحاور :محللون سياسيون اعتبروا أن سودان ما بعد ثورة ديسمبر حقق نجاحا كبيرا في فك العزلة التي عاش فيها خلال النظام السابق، مشيرين إلى أن ما يُحسب على الحكومة الانتقالية رغم المعاناة الماثلة الآن هو نجاحها في ملف العلاقات الخارجية، رغم الشكوى المتكررة من بعض مكونات قحت بسيطرة المكون العسكري على هذا الملف .

السفير الرشيد أبو شامة يذهب إلى أن السودان عاد إلى المجتمع الدولي وهذا وضعه الطبيعي، وقال “بفضل ثورة ديسمبر سقطت كل القيود الحديدية التي جعلته معزولا تماما عن العالم الخرجي”، مشيرا إلى ضرورة ابتعاده عن سياسة المحاور وأن يعتمد على علاقات المصالح المتبادلة. 

وشدد على ضرورة أن تظل العلاقات بين الخرطوم وأبوظبي متميزة لأسباب كثيرة من بينها وجود نحو مليون سوداني هناك، استقبلتهم بأخوة ومحبة.

وأبوشامة لفت إلى أن السودان أرسل بعض القوات لحرب اليمن، وبهذا الموقف كأنما أراد أن يقول إنه يهمه أمن واستقرار الأمارات، وتأكيدا منه على إقامة علاقات طيبة بين الخرطوم وأبوظبي .

ومراقبون سياسيون أشاروا إلى أن منسوبي النظام السابق يعرقلون تطور العلاقات بين البلدين، وحرضوا المواطنين على رفض المبادرة الأماراتية حول منطقة الفشقة، كما أنهم قللوا من الدعم المالي الذي قدمته أبوظبي للخرطوم في وقت سابق، وقالوا إن أنصار المخلوع يعملون بقوة على توتر العلاقات بين الخرطوم والعالم الخارجي وليس الأمارات فحسب.

كما أن رئيس حزب الأمة القومي فضل الله برمة ناصر، أشار إلى أن انصار الرئيس السابق حرضوا المواطنين على رفض المبادرة، وذهبوا أبعد من ذلك بالدعوة لوقفة احتجاجية أمام سفارة السفارة الأماراتية بالخرطوم، وقال إنهم غير مسؤولين ولا تهمهم مصلحة السودان ويقدمون مصلحتهم على مصلحة الوطن .

مشاريع إماراتية:وبحسب تقارير إعلامية سابقة فإن حجم الاستثمارات الأماراتية بالسودان تقدر بـ(7) مليارات دولار أغلبها في مشاريع زراعية، وفي وقت سابق اتفق مسؤولو البلدين في خلال مباحثات مشتركة بالخرطوم على إنشاء مشاريع في عدة مجالات من بينها الكهرباء والسكة حديد والبنى التحتية بمعايير عالمية .

محللون اقتصاديون أشاروا إلى أن الأمارات تتمتع باقتصاد قوي، يمكن أن يساعد السودان في حل المشاكل الاقتصادية التي يواجهها الآن ، بل وتزداد سوءا يوم بعد الآخر، داعين إلى أن بناء علاقات وفق المصالح المشتركة أمر مهم ، والي جذب الاستثمارات .

الخبير الاقتصادي محمد الناير إن الأمارات دولة غنية وطموحة وتسعى لإنشاء مشاريع ضخمة بالسودان، بالتالي توظف نسبة مقدرة من العمالة السودانية في تلك المشاريع، وأضاف :لكن لم تقدم مشاريع جديدة، ولا بد أن يكون جذب الاستثمار وفق قوانين الاستثمار السوداني، مشيرا إلى أن بنك أبوظبي للتنمية أكتوبر العام الماضي قدم مبلغ (556.5) مليون دولار للسودان تشمل دعما ماديا ونقديا، فيما أودع مبلغ (250) مليون دولار لدعم السياسات المالية والاستقرار المالي . 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق