الخميس، 25 نوفمبر 2021

”صفقة بلا تفاصيل“ تهدد إتفاق السودان والشعب يطالب بمدنية الدولة دون مشاركة الجيش

سلطت صحف العالمية الضوء على المشهد السوداني وتداعيات الاتفاق بين القادة العسكريين والمدنيين الأخير، والذي وصفته بأنه ”صفقة بلا تفاصيل“، وما زال الإتفاق بعيدا عن تهدئة الشعب السوداني، الذي يطالب بحكومة مدنية دون مشاركة الجيش“

الشعب يطالب بحكومة مدنية دون مشاركة الجيش


رأت صحيفة رويترز في تحليل لها، أن ”الاتفاق الذي تم توقيعه بين رئيس مجلس السيادة الانتقالي بالسودان، الفريق أول، عبد الفتاح البرهان، ورئيس الوزراء، عبد الله حمدوك، ما زال بعيدا عن تهدئة الشعب السوداني المنتفض في الشوارع، والذي يطالب بإلغاء الاتفاق ووضع الحكومة في أيدي المدنيين دون مشاركة الجيش“.

وقالت ”على الرغم من أن المجتمع الدولي أشاد بالاتفاق، إلا أن افتقار الصفقة إلى التفاصيل، قد يدفع الولايات المتحدة، والأمم المتحدة، والاتحاد الافريقي، ومصر والإمارات، والسعودية، إلى ضرورة ضمان الهدوء في الشارع السوداني، ولذلك، أوضحت واشنطن للسودان أفضل الطرق للمضي قدمًا، وكيفية التعامل مع الموقف المتأزم هناك“.

وقالت الصحيفة ”سرعان ما أشادت الولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد الأوروبي والنرويج بالاتفاق الجديد، الذي قد يجلب للسودان مساعدات أمريكية مجمدة بقيمة 700 مليون دولار التي أعقبت انقلاب يوم الـ25 من أكتوبر الماضي“.

وأضافت ”بالرغم من كل المشاكل، أظهر هذا الاتفاق مرة أخرى قوة الشعب، حتى عندما ينقسم بين القبائل والمناطق الجغرافية والأيديولوجيات.. ومثلما كان الشعب هو سبب الإطاحة بالرئيس المخلوع، عمر البشير، في بريل 2019، كان هو أيضا القوة التي أوقفت استيلاء الجيش على السلطة، بعد أقل من شهر على الانقلاب“.

وأكدت الصحيفة أن ”الضمان الوحيد لنجاح الاتفاق الجديد هو إظهار حسن السلوك من قبل القيادة السودانية لمشاركة الدول الأجنبية، الذي يتمثل نفوذها في ارتباطها القوي بالقادة العسكريين في السودان، وخاصة البرهان، الذي أدرك أنه لا يمكن أن يحكم دون المساعدة المالية الأمريكية، والدعم السياسي الخارجي“.

وتابعت ”كما تدخلت مصر لترشد البرهان للمسار الصحيح، ووضح ذلك جليا في زيارة رئيس المخابرات المصرية، عباس كامل، إلى الخرطوم في الأيام الماضية، ويبدو أنهم نجحوا بشكل أفضل من المبعوث الأمريكي الخاص للقرن الأفريقي، جيفري فيلتمان“.

وأردفت ”في الوقت نفسه، أدى الضغط الدولي على البرهان، لإنهاء الانقلاب العسكري فقط، لكنه لم يقمع طموح الجيش أو حتى إيجاد حلول لميزان القوى السياسية“.

وسلطت الصحيفة الضوء على ضعف المجتمع الدولي، عندما يتعلق الأمر بالقوى المدنية في السودان، قائلة ”ظاهريًّا، لقد ثبت مرة أخرى أنه، على عكس التفاوض مع الحكومات الديمقراطية، من الأنسب، إبرام الصفقة مع زعيم هو أيضًا جنرال في بلد يعتمد على المساعدات الخارجية في وجوده“.

واختتمت تحليلها ”لكن ليس هناك من خيار سوى تذكر قادة مثل: معمر القذافي وعمر البشير وبشار الأسد، الذين حطموا هذه النظرية.. السودان الجديد لا يزال غير محصن ضد الانقلابات العسكرية التي ابتلي بها منذ حصوله على استقلاله عام 1956“.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق