إختراق الجيش للهدنة مع إلتزام قوات الدعم السريع بها.. احتدام القتال بالخرطوم
مع دخول السودان أسبوعا ثالثا من القتال بين قوات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، باتت البيانات المتبادلة سبيل الطرفين لنفي الاتهامات باختراق الهدنة، وسط تحذيرات من اتساع نطاق عدم الاستقرار إذا لم تتوقف الأزمة.
استمر الجيش السوداني في "انتهاك الهدنة الانسانية المعلنة، حيث هاجم بالطائرات والمدافع مواقع سيطرة قوات الدعم السريع، في عدد من المناطق بولاية الخرطوم"، كما تعدت قوات الجيش على معسكر قوات الدعم السريع بمنطقة الصالحة بغرب أم درمان، إلا أن قوات الدعم السريع تصدت إلى أكثر من 200 عربة ودمرتها بالكامل.
كما حشد الجيش، كوادر الأمن الشعبي والطلابي والدفاع الشعبي وألبسهم زي قوات الاحتياط المركزي، ودفع بهم إلى ميدان المعركة، في محاولة لتوسيع دائرة الحرب بالزج بقوات الشرطة في معركة ليسوا طرفًا فيه".
ورغم أن الجيش السوداني وقوات الدعم السريع لم يظهرا حتى الآن أي إشارة على إمكانية التوصل إلى حل وسط، أشار مبعوث الأمم المتحدة في وقت سابق إلى بصيص من الأمل لإنهاء القتال، قائلا إن الطرفين أصبحا منفتحين الآن على المفاوضات وإن لم يتحدد موعد لها. وبحلول مساء السبت، قال شهود عيان، إنهم سمعوا أصوات اشتباكات عنيفة على مقربة من مقر قيادة الجيش والقصر الرئاسي بوسط الخرطوم.
فماذا قال الطرفان عن آخر التطورات؟
القيادة العامة للقوات المسلحة، قالت في بيان ، إن الموقف العملياتي "مستقر" في جميع المناطق العسكرية بالبلاد، مشيرة إلى أن جهود لجنة أمن ولاية غرب دارفور "نجحت في الحد من التوتر القبلي بين بعض المكونات الاجتماعية بالولاية".
وزعم بيان الجيش السوداني، أن قوات الدعم السريع، "مستمرة في القصف العشوائي لمناطق في محيط القيادة ووسط الخرطوم وأم درمان"، مشيرًا إلى أن قواته اشتبكت مع "المتمردين في مناطق الحلفايا وجنوب أم درمان وحققت عمليات التمشيط نجاحات في المنطقتين".
وقالت القيادة العامة للجيش السوداني، في بيانها، إن "المتمردين ما زالوا مستمرين في محاولات يائسة، دفع قوات مندحرة من غرب البلاد"، زاعمة أنها تعاملت "مع رتل معادٍ جنوب غرب جبرة الشيخ، وتمكنت من تدمير حوالي 25 عربة".
تبرؤ من الإخوان
وبحسب بيان الجيش السوداني، فإن "عمليات الهروب ما زالت مستمرة بين صفوف المتمردين"، مطالبًا عناصر الدعم السريع "بالنأي بأنفسهم عن التمادي في التمرد والتبليغ لأقرب وحدة عسكرية بجميع المناطق والفرق للاستفادة من قرارات القائد العام بالعفو والانضمام إلى صفوف القوات المسلحة".
وفي بيان ثان، تبرأ الجيش السوداني من أي جماعة أو حزب، يحاول "الانقضاض على السلطة"، في إشارة إلى جماعة الإخوان المسلمين (التي تصنف إرهابية في دول عدة). وقال الجيش السوداني، في بيانه: "القوات المسلحة لن تكون رافعة لأي كيان أو حزب أو جماعة، وهي ملتزمة بالعملية السياسية التي تقود إلى قيام السلطة المدنية".
ماذا قالت قوات الدعم السريع؟
في بيانها، قالت قوات الدعم السريع، إن الجيش السوداني استمر في "انتهاك الهدنة الإنسانية المعلنة، حيث هاجمت بالطائرات والمدافع مواقع سيطرة قواتنا في عدد من المناطق بولاية الخرطوم".
وزعمت قوات الدعم السريع، أن قوات الجيش السوداني "تعدت على معسكر قوات الدعم السريع بمنطقة الصالحة بغرب أم درمان، إلا أن قواتنا تصدت إلى أكثر من 200 عربة ودمرتها بالكامل، مما أدى إلى وقوع أعداد كبيرة من قوات الجيش في الأسر"، على حد زعم البيان.
وادعت قوات الدعم السريع، أن الجيش السوداني، "حشد كوادر الأمن الشعبي والطلابي والدفاع الشعبي وألبسهم زي قوات الاحتياط المركزي، ودفع بهم إلى ميدان المعركة، في محاولة لتوسيع دائرة الحرب بالزج بقوات الشرطة في معترك ليسوا طرفًا فيه".
وأشارت قوات الدعم السريع إلى أن "عددًا من القوات المسلحة سلموا أنفسهم إلى مواقع تمركز قواتنا المنتشرة في ولاية الخرطوم، رافضين القتال إلى جانب فلول النظام البائد المتطرفة"، على حد قول البيان. وأكدت قوات الدعم السريع التزامها الكامل بالهدنة الإنسانية المعلنة لفتح مسارات آمنة للمواطنين "لقضاء احتياجاتهم ولتسهيل عمليات إجلاء الرعايا الأجانب".
بصيص أمل
وكان مبعوث للأمم المتحدة قدم في وقت سابق بصيصا من الأمل لإنهاء القتال، إذ قال إن الجيش السوداني وقوات الدعم السريع اللذين لم يظهرا حتى الآن أي إشارة على إمكانية التوصل إلى حل وسط أصبحا منفتحين الآن على المفاوضات وإن لم يتحدد موعد لها.
وقال فولكر بيرتس الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في السودان لرويترز إنه استشعر تغيرا في مواقف الجانبين في الآونة الأخيرة وإنهما منفتحان على المفاوضات. وأضاف أن طرفي الصراع سيقبلان "شكلا ما من المحادثات". وتابع قائلا: "لم تكن كلمة مفاوضات أو محادثات واردة في خطابيهما خلال الأسبوع الأول أو نحو ذلك".
وقال بيرتس إن الطرفين رشحا ممثلين عنهما للمحادثات التي اقتُرحت إقامتها إما في جدة بالسعودية أو في جوبا بجنوب السودان، لكنه استطرد قائلا إن ثمة سؤالا عمليا حول ما إذا كان بوسعهما الذهاب إلى هناك "للجلوس معا فعليا".وأضاف أن المهمة التي لا تحتمل التأخير هي تطوير آلية لمراقبة وقف إطلاق النار، متابعًا: "أقر كلاهما بأن هذه الحرب لا يمكن أن تستمر".
وسقط مئات القتلى وأصيب الآلاف منذ 15 أبريل/نيسان الجاري، منذ اندلاع القتال في السودان، مما أطلق تحذيرات ومخاوف من أن السودان على "شفا حرب أهلية"، بعد "عرقلة خطة يدعمها المجتمع الدولي تهدف إلى إرساء حكم ديمقراطي".
وواصل الجانبان معركتهما رغم الاتفاق أكثر من مرة على وقف إطلاق النار بوساطة قوى أجنبية لاسيما الولايات المتحدة. ومن المقرر أن تنتهي أحدث هدنة لمدة 72 ساعة في منتصف ليل اليوم الأحد.
جهود الإجلاء
وفي أحدث جهود الحكومات الأجنبية لإجلاء مواطنيها وغيرهم، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر إن قافلة نظمتها الحكومة الأمريكية وصلت إلى مدينة بورتسودان المطلة على البحر الأحمر لإجلاء مواطنين أمريكيين وموظفين محليين وآخرين.وأضاف ميلر أن الحكومة الأمريكية ستساعد من جرى نقلهم على السفر إلى جدة بالسعودية. ولم يذكر عدد الأمريكيين الذين ما زالوا في السودان.
0 Comments: