الثلاثاء، 9 أبريل 2024

هل تحقق مبادرة “تقدم” نجاحًا في وقف الحرب في السودان؟

 

حمدوك

هل تحقق مبادرة “تقدم” نجاحًا في وقف الحرب في السودان؟


يشهد السودان تصاعدا كبيرا في وتيرة العنف وسط استمرار الصراع بين الجيش السوداني وقوات “الدعم السريع” الذي شارف على دخول عامه الثاني، وهو ما زاد الوضع تعقيدا مع تفاقم الأزمة الإنسانية.ومع تصاعد المخاطر طرحت تنسيقية القوى المدنية الديمقراطية “تقدم” مقترحات لإنهاء النزاع من أجل الحفاظ على وحدة البلاد وضمان قيام دولة مدنية، تبدأ بإطلاق عملية سياسية يُشارك فيها جميع الفرقاء سوى النظام السابق وواجهاته والداعمين للحرب.

وعقدت هيئة قيادة “تقدم”، في الفترة من 2 إلى 4 أبريل/نيسان الجاري، اجتماعات مكثفة في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، توصلت خلالها إلى رؤية لإنهاء الحرب وإعادة بناء الدولة السودانية.وقال الكاتب والمحلل السياسي السوداني عباس عبدالرحمن إن القوى المدنية تضع ملف إنهاء الحرب في السودان ضمن أولوياتها، نظرا لتفاقم الأوضاع الإنسانية والتداعيات الكارثية للحرب المستمرة منذ 15 أبريل/نيسان الماضي.

وأضاف عبدالرحمن إن “القوى المدنية ظلت مناهضة للحرب، وطالبت الدول الإقليمية والدولية للدفع بخيار وقف إطلاق النار وإنهاء الحرب”.وأعرب عن اعتقاده أن مبادرة تنسيقية القوى المدنية يمكن أن تنجح حال استجابة العسكريين الذين يمثلون سلطة الأمر الواقع في السودان.

وبالنسبة إلى الكاتب والمحلل السياسي السوداني الهضيبي يس فإن مبادرة تنسيقية “تقدم” هي تفاعل مطلوب باتجاه إيقاف الحرب، أسوة بالمبادرات التي شهدتها البلاد لإحلال السلام وإنهاء الحرب من الناحية السياسية.وقال يس  إنه “تظل مبادرة تنسيقية “تقدم” محاطة بالعديد من التحديات أولها وقوف سلطة الأمر الواقع العسكرية أمامها، وأود أن أستدل بخطوة تحريك الإجراءات القانونية من قبل الحكومة قبل أيام بحق قيادات “تقدم”، ما يشير لانعدام الثقة بين المدنيين والعسكريين”.

وقيدَّت النيابة العامة في السودان، يوم الخميس الماضي، دعاوى جنائية ضد رئيس الوزراء السابق عبدالله حمدوك وقادة تنسيقية القوى المدنية الديمقراطية المدنية “تقدم” تصل عقوبتها إلى الإعدام.وأوضح أن قيادات التنسيقية ليست في مقدرتها التسويق والترويج لمبادرتها وإنزالها وسط المجتمعات المحلية، مضيفا أن “هناك صعوبات تجابه مبادرة تنسيقية تقدم، وهي حالة التعبئة الاجتماعية لأنها فعل سياسي تحوم حوله الشكوك”.

وأشار إلى أنه من حيث التوقيت الزمني مع اقتراب نهاية العام الأول للحرب سيكون من الصعوبة بمكان أن تحدث المبادرة اختراقا لإنهاء الحرب.من جهته، قال الكاتب والمحلل السياسي السوداني مصعب الشريف إن “الفجوة بين تنسيقية القوى المدنية الديمقراطية “تقدم” والحركات المسلحة والإسلاميين باتت كبيرة جدا، وهم طرف أصيل في الحرب، لذلك لن تنجح مبادرة تقدم لا اليوم ولا الغد، ولا في أي عام من أعوام الحرب”.


0 Comments: