الأربعاء، 27 نوفمبر 2024

التعليم في السودان أصبح واحدًا من أبرز ضحايا الحرب

 

التعليم


التعليم في السودان أصبح واحدًا من أبرز ضحايا الحرب

أكد وليد النور، سكرتير نقابة الصحفيين السودانيين، أن النزاع المسلح المستمر في السودان أحدث تأثيرات سلبية جسيمة على قطاع التعليم، مما يهدد بمستقبل قاتم لجيل كامل من السودانيين. وأشار “النور” في تصريحات خاصة  إلى أن نسبة التسرب من المدارس زادت لتصل إلى حوالي 70% منذ بداية الحرب، خصوصاً بين طلاب المراحل الأساسية (الابتدائية، المتوسطة، والثانوية).

وأشار النور إلى أن أكثر من 12 ولاية في السودان لم يستطع فيها الطلاب العودة إلى الفصول الدراسية منذ بداية النزاع. هذه الأزمة أوجدت واقعًا جديدًا في السودان، حيث تدهورت العملية التعليمية في العديد من المناطق المتأثرة بالاشتباكات.

وأضاف أن هذه الكارثة تؤثر بشكل خاص على الطلاب الذين يستعدون لتقديم الامتحانات النهائية، مما يؤدي إلى ضياع فرص التعليم الأساسية وعدم الانتقال السلس بين المراحل الدراسية. أشار السياسي السوداني إلى أن الأطفال الذين حرموا من التعليم يواجهون مستقبلًا أكثر ظلمة. هؤلاء الأطفال، الذين كان من المفترض أن يتعلموا في مرحلة ما قبل المدرسة أو في السنوات الأولى، يعيشون حاليًا في مناطق النزوح أو النزاعات. وبيّن أن بعض الأطفال بدأوا يتعاملون مع بقايا الذخائر والمقذوفات الناتجة عن النزاعات، مما يعكس خطورة الحالة وتأثير ثقافة الحرب عليهم.



وأضاف: “الأطفال اليوم يتعرضون لخطر أن يصبحوا جيلًا متأثرًا بثقافة الحرب والعنف”، مشيرًا إلى أن هذا يذكرنا بما حدث في دارفور، حيث نما جيل كامل في المعسكرات، فاقدًا الروابط الاجتماعية التي كانت تميز الأسر السودانية الممتدة. وتناول النور وضع المعلمين، مؤكدًا أنهم يواجهون ظروفًا صعبة منذ بداية الحرب، حيث لم يتسلم العديد منهم رواتبهم الشهرية، مما اضطرهم للبحث عن مصادر دخل أخرى. أفاد أن بعض المعلمين توجهوا نحو الأعمال الجانبية لتلبية احتياجاتهم الأساسية، بينما اضطرت المعلمات للعمل في الأسواق أو في مجالات أخرى بعيدة عن التعليم.

وأوضح: “هذا الوضع يؤثر بشكل مباشر على النظام التعليمي بأسره”، مشددًا على أن نقص الدعم المالي والمعنوي للمعلمين يعوق استعادة العملية التعليمية حتى بعد انتهاء الحرب. وحذر النور من أن استمرار النزاع لفترة أطول سيؤدي إلى عواقب وخيمة على مستقبل السودان، مشيرًا إلى أن الأمر لا يقتصر فقط على فقد التعليم، بل يمتد إلى فقدان القيم والتربية، فالأطفال الذين يتأثرون اليوم بالثقافة.

0 Comments: