تصفية اللواء بحر: اختراق وادي سيدنا وتصاعد الخلافات داخل الجيش السوداني
شهدت المؤسسة العسكرية السودانية توتراً متزايداً بعد حادثة تحطم طائرة أنتونوف عقب إقلاعها من قاعدة وادي سيدنا، ما أدى إلى مقتل اللواء بحر أحمد بحر وأكثر من 40 عسكرياً ومدنياً. الحادثة التي وُصفت بأنها "بفعل فاعل" أثارت تساؤلات حول مدى الاختراق الأمني داخل القاعدة، وسط اتهامات بأن جهات داخل الجيش متورطة في تصفية اللواء بحر نظراً لانتمائه للتيار الإسلامي.
يُعتبر بحر أحد القيادات البارزة في التيار الإسلامي داخل الجيش السوداني، وكان على خلاف مع بعض القيادات الرافضة لاستمرار الحرب والداعية إلى هدنة خلال شهر رمضان. وتزايدت الشكوك حول أن تصفيته كانت خطوة مدروسة للتخلص من النفوذ الإسلامي داخل المؤسسة العسكرية، ما يعكس تصاعد الخلافات بين الجيش والحركة الإسلامية التي لا تزال تسعى للحفاظ على نفوذها.
كما تأتي الحادثة في سياق سلسلة من حوادث الطيران العسكري المتكررة، حيث تحطمت طائرتان خلال 48 ساعة فقط، ما يثير تساؤلات حول أسباب هذه الحوادث ومدى وجود عمليات استهداف ممنهجة داخل الجيش السوداني. ورغم خطورة هذه الوقائع، يكتفي الجيش بإصدار بيانات مقتضبة دون تقديم تفاصيل واضحة، ما يزيد من الشكوك حول الرواية الرسمية.
هذا التصعيد يكشف عن انقسامات عميقة داخل الجيش السوداني، حيث تتصارع تيارات مختلفة بين مؤيد لاستمرار العمليات العسكرية ومطالب بالتوصل إلى تسوية سياسية. ومع تزايد هذه الخلافات، يبدو أن الجيش يواجه تحديات داخلية لا تقل خطورة عن معاركه الميدانية، مما قد يؤثر على مستقبل المشهد السياسي والعسكري في السودان.
0 Comments: