الاثنين، 19 مايو 2025

بين الحماية والتخلي: قادة السودان يتحصنون وأجهزة التشويش تكشف الفجوة مع الشعب

 

اجهزة تشويش

بين الحماية والتخلي: قادة السودان يتحصنون وأجهزة التشويش تكشف الفجوة مع الشعب 


في ظل الانهيار الاقتصادي الذي يضرب السودان من كل جانب، ومع تصاعد وتيرة الحرب، يواجه المواطن السوداني مصيراً مأساوياً دون أدنى حماية. في المقابل، يسعى قادة الجيش والوزراء في بورتسودان لتحصين أنفسهم عبر استيراد أجهزة تشويش حديثة، تتجاوز قيمة الجهاز الواحد منها 40 ألف دولار. هذا التصرف الفج يعكس بوضوح كيف أصبحت الأولوية لدى النخبة الحاكمة هي تأمين الذات فقط.


 الطائرات المسيّرة أصبحت أداة رعب يومي في سماء السودان، تستهدف المدنيين بشكل مباشر، وتحصد أرواح الأبرياء، بينما تغيب كلياً أي وسائل دفاعية للناس. ورغم هذه التهديدات، لم تبادر السلطة بأي خطوات لحماية الأحياء السكنية أو توفير ملاجئ أو أنظمة إنذار. العكس تماماً، ما نراه هو تسخير الإمكانيات والأموال لأجل قلة محظوظة تعيش في مناطق محمية، خلف جدران التشويش والتأمين الشخصي.


 هذا المشهد لا يُظهر فقط انفصال الطبقة الحاكمة عن واقع شعبها، بل يكشف عن خلل أخلاقي خطير في إدارة الدولة وقت الحرب. كيف يمكن لقيادة أن تشتري الأمان لأنفسها بينما يواجه الملايين القصف والجوع والتشريد؟ المفارقة توجع، وتُعيد طرح السؤال الأهم: من يحمي من؟ وهل لا يزال هناك أمل في عدالة توزع الأمان كما توزع السلطة؟


 

0 Comments: