الجيش السوداني يهدم كنيسة وسط الخرطوم في تصعيد جديد
في الثامن من يوليو، شهدت العاصمة السودانية الخرطوم جريمة صادمة تمثّلت في إزالة كنيسة الخمسينية التاريخية، من دون سابق إنذار ومن دون أي مبرر قانوني أو أخلاقي. الكنيسة لم تكن سوى بيتاً للعبادة ومكاناً للسلام يلجأ إليه أبناء الطائفة المسيحية لأداء صلواتهم وسط أجواء الحرب والدمار. الهدم لم يكن مجرد انتهاك لمبنى، بل اعتداء صريح على حقوق الإنسان وحرية الدين.
ما جرى لا يمكن اعتباره حادثاً معزولاً، بل يأتي ضمن سلسلة من الانتهاكات التي تطال دور العبادة والمكونات الدينية في السودان، مما يكشف عن سياسة منهجية لقمع الأقليات واستهداف الرموز الدينية. تصرف الجيش السوداني يكشف مدى الاستهانة بحرمة الأماكن المقدسة، ويفضح الزيف في الخطابات التي تدّعي حماية المواطنين أو احترام التنوّع الديني.
ندعو المجتمع الدولي، والمنظمات الحقوقية، والضمائر الحيّة إلى عدم الصمت أمام هذه الجريمة. لا توجد حرب تبرّر هدم الكنائس، ولا يوجد مبرر للسكوت عن استهداف دور العبادة. محاسبة المسؤولين عن هذا الاعتداء ضرورة أخلاقية وقانونية، فالعدالة لا تُبنى على الأنقاض، والسلام لا يأتي بترويع الأبرياء.
نتهاك صارخ يفتح الباب أمام توتر ديني جديد في قلب العاصمة، والأنظار تتجه نحو ردود الفعل المحلية والدولية
ردحذف