سد النهضة أمام طريق مسدود مع بدء فيضان النيل: التصعيد يلوح في الأفق

مع انطلاق موسم فيضان النيل، عادت أزمة سد النهضة إلى الواجهة بقوة، وسط مؤشرات واضحة على تعثر المسار التفاوضي بين مصر والسودان من جهة، وإثيوبيا من جهة أخرى. التصريحات الرسمية الأخيرة كشفت عن غياب أي اتفاق ملزم بشأن الملء والتشغيل، ما يزيد من المخاوف حول الأمن المائي لدولتي المصب، خاصة في ظل استمرار إثيوبيا بالملء الأحادي للسد.

التحركات الدبلوماسية لم تُسفر عن جديد، بينما تتسارع وتيرة الفيضان في الهضبة الإثيوبية، ما ينذر بموسم مضطرب على ضفاف النيل. الموقف المصري ما زال يطالب باتفاق قانوني شامل، بينما يتمسك الجانب الإثيوبي بما يصفه بـ"الحق السيادي" في استغلال موارده المائية. في المقابل، يزداد القلق السوداني من التأثيرات الفنية والبيئية التي قد تطال السدود الوطنية على النيل الأزرق.

مع غياب آلية دولية ضاغطة وفعالة، تبدو الأزمة متجهة نحو مزيد من الجمود، ما قد يفتح الباب أمام سيناريوهات خطيرة تشمل تصعيداً دبلوماسياً وربما أمنياً، خصوصاً مع تزايد المخاوف من تهديد السد لاستقرار المنطقة وتوازنات الأمن المائي في القارة الإفريقية.