منظمة الطيران المدني العالمية تدُرس رفع سِن المعاش للطيارين

منظمة الطيران المدني العالمية تدُرس رفع سِن المعاش للطيارين

بداية أشير إلى ما تناوله بعض الإخوة والزملاء فى مقالاتهم عبر منصة طيران بلدنا ومناشدتهم الدوله بخصوص رفع سن المعاش الي 70 عاما للعاملين بالقطاع وقدموا ما يبرر مناشدتهم تلك من ظروف الحرب الدائره وخلافه من مبررات.

مع احترامي التام وتقديري اللا محدود لوجهة نظرهم إلا أنني اختلف معهم جملة وتفصيلا وبصوره قاطعه في مسألة تعميم المناشده لتشمل كل فئات القطاع لأن هذا لا يستقيم وفيه إجحاف وهضم لحقوق الفئه الشبابيه الغالبه التى تنتظر فرصتها ودورها لخدمة البلاد والعباد والعمل على النهوض بالقطاع وترقيته وتطويره ولن يتم لهم ذلك ما لم نفسح لهم المجال ليبدؤا مرحلة الإنطلاق من الصفر كما بدأنا نحن من الصفر واكتساب الخبرات المطلوبه من الأقدم منهم في الخدمه، علاوة الى ان القطاع يحتاج إلى تجديد الدماء ورفده بعناصر شبابيه تسد النقص وتقوم بتسيير دولاب العمل.

وبالنظر إلى الهياكل الحالية لكل من سلطة الطيران المدني وشركة المطارات والخطوط الجوية السودانية نجد أن هناك تكدسا فى الوظائف العليا من الأكبر سناً، وفراغ كبير في مداخل الخدمه من الأصغر سناً، علما بأنه من المعلوم أن قطاع الطيران سريع النمو والحركه ودائم التجدد، مما يتطلب الاستعانه بالشباب وهم الأجدر لسد النقص، عطفاً على مؤهلاتهم العاليه التى يحملونها ووسائل التكنولوجيا المتاحه لهم لتنمية وتطوير مقدراتهم الذاتيه .

عليه كان من الواجب والافضل مناشدة الدوله بفتح باب التعيينات لاستيعاب الشباب من الجنسين وتأهيلهم وتدريبهم استعدادا لمرحلة ما بعد الحرب بدلاً من مناشدتها برفع سن المعاش وفى ذات الوقت اتفق مع هؤلاء الاخوه في الرأى الذى ينادى ويقترح تكوين مجالس استشاريه من بعض المعاشيين للاستعانه بخبراتهم شريطة أن يتم ذلك لاصحاب المهن التخصصية النادره ومن المهنيين المهره فقط لا غير .

للمزيد من السند والتوضيح لنذهب ونرى آلية وأسلوب عمل وتفكير كل من إتحاد النقل الجوى الدولى ( اياتا ) ومنظمة الطيران المدني الدولى ( ايكاو ) حول مسألة رفع سن المعاش فى قطاع الطيران في هذا المقال المنقول بتصرف .

فقد اقترح إتحاد النقل الجوى الدولى رفع الحد الأقصى لعمر طيارى الخطوط الجوية التجاريه الي 67 عاما من الحد الحالى البالغ 65 عاما وتطبق هذه التوصية على مشغلي الرحلات التجاريه التى تضم أكثر من طيار، ويأتي الإقتراح المقدم الي منظمة الطيران المدني الدولى فى الوقت الذى تواجه فيه شركات الطيران فى جميع أنحاء العالم نقصاً في الطيارين المدربين مقارنة بالطلب السريع النمو على السفر الجوى وذلك على أساس أن تمديد الحد الأقصى للعمر يمكن أن يساعد فى الحفاظ على استقرار القوى العامله دون المساس بالسلامه .

وتم رفع المقترح في ورقة عمل بعنوان ( الحد الأقصى لعمر طيارى النقل الجوى التجارى )، باعتبار السماح للطيارين ذوى الخبرة بالطيران لمدة عامين إضافيين خطوه عمليه لسد الفجوة كما أكدت الجمعيه أنه عندما تم فى وقت سابق من العام 2006 م.رفع سن التقاعد للطيارين من 60 عاما الي 65 عاما لم يكن هناك أي تأثير سلبى على سلامة الطيران وبناءا على هذه السابقه وصف إتحاد النقل الجوى الدولى الاقتراح الجديد بأنه ( خطوه حذره ولكنها معقوله ومتوافقه مع معايير السلامة ) .

فى كندا وأستراليا ونيوزيلندا لا يوجد حد أقصى قانونى لسن الطيارين التجاريين بما فيهم أولئك الذين يقودون طائرات متعددة الطاقم، ويشير الاتحاد الي هذا كدليل على أن سياسات السن المرنه يمكن أن تنجح دون المساس بالسلامه وتدعو ورقة العمل أيضاً منظمة الطيران المدني الدولي الي إنشاء انظمه موحده لتقييم المخاطر الطبيه المرتبطه بالعمر مع دعم التنفيذ الآمن للحد الأعلى للعمر.

كما تشير الورقه الي أن المخاطر الرئيسيه لحوادث الطيران لأسباب طبيه لا ترتبط بالتقدم في السن بل بقضايا الصحه العقليه وإساءة استخدام المواد والتى هي أكثر شيوعاً بين الفئات العمرية الأصغر سناً.سيتم مناقشة الاقتراح فى الجمعيه العامه الثانيه والاربعين لمنظمة الطيران المدني الدولي والمقرر عقدها في مونتريال في الفتره من 23 سبتمبر الجاري الي 3 اكتوبر 2025م .الجدير بالذكر قد تؤدي هذه النتائج الي إرساء معايير عالميه جديده بشأن سن تقاعد الطيارين وتحقيق التوازن بين متطلبات السلامه والحاجه الملحه لصناعة الطيران الي المهنيين المهره .