كارثة طبية في السودان بسبب خضوع مخازن الدواء لقادة الجيش وسيطرة الإخوان المسلمين
ألقت الأزمة العسكرية المُعقدة التي يعيشها السودان منذ منتصف أبريل المنصرم؛ بظلالها على شتى مفاصل الدولة لتُعاني العديد من القطاعات المختلفة أزمات طاحنة؛ ودخل القطاع الصحي والدوائي في الولايات السودانية الـ 18 والتي "تُعاني شُحا قارسًا"؛ والكارثة الطبية التي يمر بها السودان بسبب سيطرة الإخوان على قادة الجيش و التحكم في مخازن الدواء،وهذه الأزمات التي تكاد تسحق بالآلاف ممن استطاعوا أن ينجوا بأنفسهم من الرصاص؛ فمن لم يمت جراء الحرب كاد يلقى حتفه من الحوجة العلاجية والدوائية الضرورية.
وأن الولايات السودانية ال ١٨ تعاني من نقص حاد في الدواء بسبب خضوع مخازن الدواء لسيطرة الجيش الذي يسيطر عليه جماعة الإخوان المسلمين، وإن انهيار القطاع الطبي تماماً بسبب سيطرة الجيش و الإخوان المسلمين عليه بصورة كاملة، وإن عناصر الحركة الإسلامية الإرهابية تستخدم مخازن الدواء لصالحهم ،و بيع الدواء.
وفي ظل رداءة الخدمات ونقص حاد في الأطقم الطبية والمُقومات الأساسية وتعثر وصول الحد الأدنى لمواد الإغاثة المُنقذة للحياة؛ ليُوشك القطاع الطبي على الانهيار بدخول الصراع أسبوعه السابع دون خطوة ملموسة على أرض الواقع لتعزيز القطاع الذي يئن من الحوجة منذ سنوات.
ومع دخول صراع السودان أسبوعه السابع على التوالي؛ رفعت المُنظمات الدولية والإنسانية سقف نداءات الطوارئ المادية والإغاثية، لدعم القطاع الصحي والإنساني على حد سواء، في ظل نهب مستمر للمساعدات وتعثر وصول الإمدادات وارتفاع جنوني لأسعار الأدوية والأغذية؛ بعد أن فتحت النزاع الباب أمام "تجار الحرب"، في ظل زيادة الطلب ونقص المعروض وتراجع أمني ورقابي.
أكد الدكتور صلاح جعفر المُتحدث الرسمي، باسم تجمع الصيادلة المهنيين في السودان؛ على تردي الوضع الصحي والطبي في السودان جراء الحرب؛ لافتًا إلى أن القطاع الطبي في الخرطوم بات الأكثر تضررًا وهو ما يُنذر بكارثة إنسانية ويُهدد حياة آلاف المدنيين الذين لا يزالون "محشورين" في الـ 3 مدن بولاية الخرطوم.
ويقول "جعفر" إن أكبر الكوارث والأزمات التي تواصل زلزلة ما تبقى على قيد العمل من القطاع الطبي بالخرطوم هي احتلال قوات عسكرية للمراكز الصحية والمستشفيات في مناطق عديدة وتحويلها لثكنات عسكرية؛ ورغم النداءات الإنسانية لا يزال رفض عودة المستشفيات للخدمة مرة أخرى؛ رغم حوجة آلاف المرضى والمدنيين الماسة للعلاج وخاصة مرضى السرطانات وغسيل الكلى والولادات والأمراض المزمنة.
وأضاف، أن ما يُزيد من سوء أوضاع القطاع الصحي في السودان؛ الاستهداف المُتعمد من قبل العسكر للمنشآت الصحية والصيدليات العاملة في المناطق؛ فقد تم نهب عدد كبير من الصيدليات وتهشيم محتوياتها بالكامل والاعتداء على العاملين بها والاستيلاء على الأدوية؛ وهي كارثة جديدة تضاف لكوارث القطاع الصحي في زمن الحرب؛ بعد قطع الإمدادات الدوائية إثر احتلال "الجنود" لمركز الصندوق القومي للإمدادات الطبي الحكومي؛ والسيطرة على المستلزمات الطبية المنقذة للحياة.
وردًا على التساؤل بشأن كيفية توافر الأدوية للمرضى في ظل اختفائها من الصيدليات وتعثر وصول الإمدادات الدوائية من خارج الخرطوم؟، أجاب المُتحدث باسم تجمع الصيادلة المهنيين في السودان قائلًا: بأن السبب الرئيسي في ندرة الدوائية، تعمد العسكر استهداف الإمداد الدوائي واحتلال الصندوق القومي للإمدادات الطبية، وهي أكبر مُسببات الندرة الدوائية وخاصة لأصناف أدوية الطوارئ ومرضى غسيل الكلى والسرطانات ومرضى السكري.
ولكن يتم التعامل مع هذه الأزمة من خلال فقط مُحاولة الاستفادة من الأدوية المُخزنة في بعض الصيدليات المتفرقة في عدد من المناطق الجغرافية عبر التواصل مع الصيادلة الموجودين في هذه المناطق، ومحاولة تقديم الحد الأدنى والأساسي للخدمات الدوائية في المراكز الطبية غير المُحتلة من الدعم، وتحاول جاهدة الاستمرار في تقديم الحد الأدنى من الدعم الطبي المتعدد لأصحاب الأمراض المزمنة.
0 Comments: