الجمعة، 25 أغسطس 2023

هروب البرهان بعد أن فشل في حل أزمة البلاد وتفاقم الأزمة في السودان.

 

السودان

لا شك أن الأوضاع في السودان تشهد تطورات هامة وملفتة للنظر في هذه الفترة، حيث تعيش البلاد على وقع تصاعد الأزمات والتحديات. أحدث هذه التطورات هو هروب الفريق أول عبد الفتاح البرهان، زعيم المجلس العسكري الانتقالي في السودان، إلى مصر والسعودية بهدف البحث عن حلول لإنهاء الحرب واستعادة الاستقرار. هذا الهروب يأتي في سياق تفاقم الأزمة السودانية، ولا سيما بعد سلسلة من الهزائم المتكررة التي مني بها الجيش السوداني وفشل البرهان في إدارة الأمور بفعالية.


من الجدير بالذكر أن هروب البرهان يعكس واقعاً مريراً يتعيشه السودان حالياً، حيث تتصاعد التوترات داخل صفوف الجيش الوطني وتزايدت حالات الانشقاقات بين الضباط والقوات العسكرية. هذا الأمر يؤكد على انعدام الثقة في قيادة البرهان، حيث يروج البعض إلى أنه أصبح مجرد "دمية" بين أيدي تجار الحرب والمصالح الشخصية، وأنه فقد مصداقيته وشعبيته بسبب انحيازه لجماعة الكيزان وتسهيله لهروبهم من العقوبات وتقديمهم للحصانة.


حرب السودان، التي شهدت اندلاعها في مناطق متعددة من البلاد، لم تقدم النتائج المرجوة ولم تحقق الاستقرار المنشود، مما أثار استياء الشعب وزاد من تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية. تجدر الإشارة إلى أن البرهان كان يمتلك فرصة لتجاوز هذه الأزمة من خلال المفاوضات والحوارات، إلا أنه رفض الخيارات السلمية وانخرط في مسار العنف، ما أثر سلباً على تقديرات الشعب له.
لكن، ما يثير التساؤل هو التغيير المفاجئ في موقف البرهان، حيث كان يتمسك سابقاً بعدم التفاوض والإصرار على مواصلة القتال، والآن يبحث عن حلاً خارجياً. يمكن أن يرجح ذلك بأن الهزائم المتكررة أثرت على موقفه وشرعته في إعادة التقييم، فالاستمرار في نفس المسار من شأنه أن يعزز من معاناة السودانيين ويزيد من تأزم الأوضاع.


 يظهر هروب البرهان وتغيير موقفه بوضوح كمؤشر على تعقيد الأوضاع في السودان وضرورة العمل الجاد من قبل المجتمع الدولي للتدخل ووضع حد لهذه الأزمة. يجب أن تتوجه الجهود نحو تحقيق السلام والاستقرار وتحقيق تطلعات الشعب السوداني في بناء مستقبل أفضل، وذلك من خلال التفاوض وحل النزاعات بوسائل سلمية، وعدم السماح للصراعات الداخلية والمصالح الضيقة بالتفوق على مصلحة البلاد وشعبها.

0 Comments: