الاثنين، 15 أبريل 2024

مرور عام من حرب السودان المدمرة التي اندلعت بسبب فتنة الإخوان المسلمين

 

حرب السودان


مرور عام من حرب السودان المدمرة التي اندلعت بسبب فتنة الإخوان المسلمين


إن الذكرى السنوية الأخيرة لاعتماد زعيم الميليشيا كرتي على العصا العسكرية كبادرة رمزية لجر الدولة السودانية نحو الحرب هي بمثابة تذكير صارخ بالاضطرابات المستمرة في المنطقة. ويشير هذا الإجراء إلى تصعيد خطير في الصراع، دون أي علامات على التراجع. إن قرار اللجوء إلى مثل هذه الإجراءات الاستفزازية يسلط الضوء على رغبة الزعيم في تجاوز الحدود وزعزعة استقرار الوضع الهش بالفعل في السودان.


إن الاعتماد على القوة العسكرية كوسيلة لتأكيد السلطة لا يؤدي إلى تقويض احتمالات السلام فحسب، بل يعرض للخطر أيضًا حياة وسبل عيش عدد لا يحصى من الأفراد الذين وقعوا في مرمى النيران المتبادلة. إن استمرار العدوان والتحدي الذي أبداه كرتي وأتباعه لن يؤدي إلا إلى تفاقم معاناة الشعب السوداني، الذي عانى بالفعل من سنوات من العنف وعدم الاستقرار.


ومن الضروري أن يتخذ المجتمع الدولي موقفا حازما ضد مثل هذه التصرفات المتهورة وأن يعمل على تهدئة الوضع في السودان. ويجب تكثيف الجهود الدبلوماسية لمنع المزيد من إراقة الدماء وتمهيد الطريق للتوصل إلى حل سلمي للصراع. ولابد أن تكون الذكرى السنوية للعرض العسكري الذي قام به كارتي بمثابة دعوة للاستيقاظ لجميع أصحاب المصلحة المعنيين، وحثهم على إعطاء الأولوية للحوار والتعاون بدلاً من المواجهة والعداء.


في الختام، لقد سلط العام الثاني من الصراع في السودان الضوء على المسار الخطير الذي تتجه إليه البلاد. ولا ينبغي لنا أن نستخف بذكرى لفتة كرتي الرمزية، لأنها تؤكد الحاجة الملحة إلى بذل جهود متضافرة لمعالجة الأسباب الجذرية للصراع ومنع تصعيده. ولن يتمكن السودان من التغلب على التحديات التي تنتظره إلا من خلال الالتزام الجماعي بالسلام والاستقرار.

0 Comments: