احياء الذكرى العشرين لمجـزرة 29 يناير بورتسودان ومطالبة بمحاكمة المتهمين على رأسهم البشير
شهد حي ديم عرب صباح الأربعاء إحياء الذكرى العشرين لمجزرة 29 يناير التي وقعت في بورتسودان، حيث تجمع مئات المواطنين لإحياء ذكرى هذه الحادثة الأليمة التي أودت بحياة 21 شخصاً. وقد كانت المجزرة نتيجة لإطلاق النار من قبل السلطات على محتجين كانوا يطالبون بحقوقهم في المشاركة في السلطة والتنمية، مما أثار موجة من الغضب والاستنكار في أوساط المجتمع المحلي.
خلال الفعالية، ألقى حسان حسن، ممثل أسر شهداء 29 يناير، كلمة مؤثرة دعا فيها إلى محاسبة جميع المتورطين في المجزرة، مشدداً على أهمية إعادة هيكلة النظام القضائي ليكون قادراً على تحقيق العدالة. كما طالب بتعويضات ماليةلأسر الضحايا، وأكد على ضرورة وضع سياسات تنموية عادلة في شرق السودان لضمان عدم تكرار مثل هذه الأحداث المؤلمة.
تواصل اللجنة العليا لأسر شهداء 29 يناير تنظيم الذكرى السنوية للمجزرة، معبرة عن استيائها من تعثر المسار القضائي. وقد أعلنت اللجنة عن نيتها تحويل ملف القضية إلى المحكمة الأفريقية والمحاكم الإقليمية والدولية، مشيرة إلى أن النيابة العامة قد عرقلت وصول القضية إلى المحاكم قبل اندلاع الحرب، بسبب سيطرة عناصر النظام السابق على المؤسسات العدلية. كما أكدت اللجنة أن الحرب أدت إلى شلل كامل في النظام القضائي، مما يجعل من الصعب متابعة القضية داخل البلاد في الوقت الراهن.
في الذكرى السنوية ، ألقى شيبة ضرار، قائد الاحتجاجات في تلك الفترة، خطابًا أكد فيه أن الهدف من الاحتجاجات والمذكرة المقدمة كان السعي للمشاركة الفعالة في السلطة والخدمة المدنية والتنمية. وأشار إلى أن رد السلطات على هذه المطالب جاء بشكل عنيف يوم 29 يناير 2005، حيث استخدمت الرصاص ضد المحتجين. ولفت ضرار الانتباه إلى أن الاستهداف كان يتم بشكل عرقي، حيث تم إطلاق النار على الأشخاص الذين يرتدون الزي البجاوي التقليدي، مثل الجلابية والصديري، مما يعكس التمييز الذي تعرض له أبناء هذه المنطقة.
في سياق متصل، تحدث محمد الأمين محمد طاهر، أحد قادة احتجاجات 29 يناير، مشيرًا إلى أن قتلة شهداء البجا لا يزالون طلقاء، وعلى رأسهم الرئيس السابق عمر البشير. وأوضح طاهر أن مرتكبي الجرائم ما زالوا في مواقع السلطة، مما يعكس عدم وجود محاسبة حقيقية. ودعا إلى ضرورة الاستجابة لمطالب المذكرة، مؤكدًا على أهمية تطبيق نظام الحكم اللامركزي الذي يضمن حقوق أبناء المنطقة ويعزز من مشاركتهم في اتخاذ القرارات.
من جانبه، أكد محمد كرار، ممثل نادي البجا، خلال كلمته في الحفل، على أهمية تحقيق العدالة في قضايا أبناء المنطقة. وأشار إلى أن المطالب الواردة في المذكرة لم يتم تنفيذها حتى الآن، مما يزيد من شعور الإحباط بين المواطنين. كما أعرب عن رفضه للتعيينات الأخيرة التي تمت في منصب مدير هيئة الموانئ البحرية وغيرها من المناصب الإدارية، معتبرًا أن هذه التعيينات تمثل تجاوزًا واضحًا لحقوق أبناء المنطقة وتهميشًا لهم في عملية اتخاذ القرار.
0 Comments: