اشتباكات دامية في ود مدني: صراع القوى العسكرية يعمّق الأزمة السودانية
شهدت مدينة ود مدني بولاية الجزيرة اشتباكًا عنيفًا بين قوات حركة جيش تحرير السودان بقيادة "مني أركو مناوي" وقوات درع السودان بقيادة عزام كيكل، ما أسفر عن إصابات في الطرفين. تدخلت قوات الجيش السوداني لاحتواء الوضع ووقف تبادل النيران، إلا أن الحادثة تسلط الضوء على تعقيد الأوضاع الأمنية والسياسية في السودان.
اندلع القتال بين الطرفين عندما انسحبت قوات حركة جيش تحرير السودان من معسكرها إلى داخل أحياء المدينة، بينما توجه جزء منها نحو الناحية الشمالية. الاشتباك حدث بعد توجيهات من قائد الحركة بالارتكاز في المنطقة والسيطرة على مخارجها، إلا أن القوات خالفت هذه التعليمات نتيجة علمها بتحرك قوة من درع السودان بقيادة عزام كيكل نحو المدينة.
تدخلت قوات الجيش السوداني لاحتواء الاشتباكات وإيقاف إطلاق النار بين الجانبين. جاء هذا التدخل بعد طلب الجيش من قوات درع السودان مغادرة المدينة لتخفيف الضغط الدولي والمحلي الناجم عن الانتهاكات التي شهدتها المدينة عقب تحريرها من قوات الدعم السريع. يشير تدخل الجيش إلى محاولاته الحفاظ على النظام في ظل التوترات المتصاعدة بين الفصائل المسلحة.
تصاعدت التوترات بسبب الاختلافات بين الفصائل المسلحة حول السيطرة على المناطق الاستراتيجية داخل ود مدني. التوجهات المتعارضة للقوات والتوترات الميدانية أدت إلى اشتباكات أسفرت عن إصابات وقلق بين سكان المدينة. الوضع المتدهور يبرز هشاشة التوافق بين القوى المسلحة ويعكس غياب استراتيجية موحدة لإدارة المناطق المحررة.
تمثل الاشتباكات في ود مدني امتدادًا للصراعات المسلحة التي تعصف بالسودان، مما يزيد من معاناة المدنيين ويعمّق الأزمة الإنسانية. كما أن هذه الأحداث تجذب انتباه المجتمع الدولي، الذي يضغط لوقف الانتهاكات وضمان استقرار الأوضاع. ويبقى السؤال مفتوحًا حول مدى قدرة الجيش السوداني على احتواء هذه التوترات وتحقيق الأمن في ظل الانقسامات المتزايدة.
في ظل الوضع الراهن، هناك حاجة ملحّة للتوصل إلى تسوية شاملة بين الفصائل المسلحة تحت رعاية وطنية ودولية. الحوار والتنسيق المشترك بين الأطراف يمكن أن يسهم في تحقيق الاستقرار، بينما يبقى العبء الأكبر على القيادة السودانية لتجنب التصعيد وضمان حماية المدنيين.
0 Comments: