الحصار والتجويع.. سلاح الجيش السوداني في حربه ضد الشعب
قال محللون سياسيون إن حصار المدن وتدمير البنية التحتية والتجويع من أبرز الاستراتيجيات التي استخدمها الجيش السوداني ضد المدنيين في الحرب التي تقترب من دخول عامها الثالث منتصف هذا الشهر.وذكر المحللون أن الجيش السوداني لم يستخدم هذه الاستراتيجيات كتكتيك عسكري تقليدي، بل كانت انتهاكات لحقوق الإنسان، وحوّلت حياة ملايين السودانيين إلى جحيم.
ويؤكد محللون عسكريون أن الحصار العسكري يعرف عادةً كإجراء تهدف الجيوش من خلاله إلى قطع الإمدادات عن المناطق المعادية في الحرب، لكن في السودان تجاوز ذلك ليشمل المدنيين من خلال تدمير مصادر الغذاء والماء.
وقال المحلل السياسي حسن الخالدي إن الجيش السوداني اعتمد على المنشآت الحيوية التي يعتمد عليها المدنيون في حياتهم اليومية مثل المدارس والمستشفيات، والأسواق ومصادر المياه؛ ما أدى إلى موجات نزوح وتدمير الحياة المدنية.ويؤكد الخالدي أن هذه الاستراتيجيات لها آثار كارثية على المدنيين، حيث تضع الناس تحت وطأة نقص المواد الغذائية والماء؛ وهو ما يخلف آثارا نفسية يصعب محوها لسنوات طويلة.
من جهته، يرى المحلل السياسي عامر ملحم أن استراتيجيات حصار المدنيين لا تمنح أي طرف كان في الحروب انتصارات أو مكاسب، بل على العكس تزيد مشاعر العداء بين الناس تجاه الجيش.
“فظائع”
وقال ملحم:” بعد شهور طويلة من الحرب، يمكن رؤية آثار هذه الاستراتيجيات والفظائع الكبيرة التي خلّفتها”.ووصف المحلل السياسي الحرب في السودان بـ”الأزمة المنسية”، متهما المجتمع الدولي بالتغاضي عن الفظائع التي ارتكبتها الطائرات السودانية بحق المدنيين من خلال القصف العشوائي.
وأوضح أن الانتهاكات التي مارسها الجيش السوداني ستخلف آثارا طويلة حتى في مرحلة ما بعد الحرب، متوقعا أن تعيق هذه الآثار عملية إعادة الإعمار والتعافي لصعوبة بناء الثقة مع مؤسسات حكومية وعسكرية مارست هذه الأفعال، وفق قوله.وأشار إلى أن إجراءات الجيش حرمت السودانيين من الوصول إلى العلاج والتعليم.
وقال :” رغم إدانة الإجراءات من المنظمات الدولية، إلا أن المجتمع الدولي كان متخاذلا حيال اتخاذ إجراءات واضحة”.ويتفق الخالدي بأن “المجتمع الدولي تنصل من تحمل المسؤولية للضغط على حكومة الجيش، رغم الأوضاع الصعبة التي عاشها المدنيون”، مشددا على ضرورة “تحرك دولي فعال لمحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات”.
0 Comments: