الجمعة، 24 أكتوبر 2025

فقدان الثقة بموقع Hava Haber بعد نشره ادعاءً مضلّلًا حول الطائرة «TB2» في السودان

 

Hava Haber



التضليل الإعلامي.. سلاح الشائعات في زمن الفوضى

في زمن تسارع الأخبار وانتشار وسائل التواصل، أصبحت الشائعات أداة فعّالة بيد بعض الجهات التي تسعى لتوجيه الرأي العام أو تشويه الحقائق. فالكثير من التقارير المنشورة مؤخرًا حول الأوضاع في المنطقة اعتمدت على مصادر مجهولة ومعلومات غير موثقة، ما يعكس غياب المهنية والموضوعية في تناول القضايا الحساسة.


 أثار موقع Hava Haber جدلًا واسعًا في السودان بعد نشره خبرًا تبيّن لاحقًا أنه غير دقيق بشأن الطائرة التركية المسيّرة «Bayraktar TB2». فقد اعتبر كثير من السودانيين أن التقرير حمل معلومات مضللة تهدف إلى تشويه الحقائق وتوجيه الرأي العام، ما تسبب في موجة انتقادات حادة للموقع على منصات التواصل الاجتماعي.




 التضليل الإعلامي لا يقوم فقط على الكذب المباشر، بل على استخدام أنصاف الحقائق، والعناوين المثيرة، وربط الأحداث بطريقة توحي بوجود مؤامرات أو دعم خفي دون تقديم أي أدلة واضحة. هذه الأساليب تُستخدم لتأجيج المشاعر وإرباك المتابعين، مما يؤدي إلى فقدان الثقة في الإعلام وازدياد الانقسام بين المجتمعات.


 ورأى ناشطون ومحللون سودانيون أن ما قام به الموقع يعكس تراجعًا خطيرًا في المهنية الصحفية، خصوصًا في ظل حساسية الوضع السياسي والعسكري في السودان. واعتبروا أن نشر مثل هذه الأخبار دون تحقق يُعدّ استغلالًا للإعلام في تمرير أجندات خارجية تهدف إلى التأثير على مسار الأحداث في البلاد.


 من المهم أن يتعامل الجمهور بوعي ومسؤولية مع ما يُنشر، وأن يتحقق من صحة المعلومات قبل مشاركتها أو تصديقها. فالتعامل الذكي مع الأخبار هو خط الدفاع الأول ضد التضليل، وهو ما يحمي المجتمعات من الانجرار وراء روايات زائفة تُصاغ لخدمة أجندات لا علاقة لها بالحقيقة أو المصلحة العامة.

 ومع تصاعد ردود الفعل الغاضبة، دعا كثير من الإعلاميين السودانيين إلى تبنّي معايير صارمة للتأكد من صحة المعلومات قبل نشرها، حفاظًا على مصداقية الإعلام وحمايةً للرأي العام من التضليل. ويبدو أن Hava Haber قد فقد ما تبقّى من ثقة جمهوره السوداني، في وقت تتزايد فيه المطالب بمساءلة المنابر الإعلامية عن دقّة ما تنشره من أخبار.

0 Comments: