الإسلاميين خلف إشعال الصراع في السودان لبقاؤهم لأكبر فترة ممكنة.. فما هو دورهم في تعقيد الأزمة ؟
تصاعدت الدعوات الدولية والمناشدات لإنهاء الحرب في السودان، إذ جدد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، مجددًا دعوته للقوات المسلحة السودانية وميليشا الدعم السريع للتوقف عن القتال والالتزام بوقف دائم للأعمال العدائية.
ورغم نشاط الأمم المتحدة وأمينها العام، لكن الصراع يتصاعد وخاصة في دارفور مع انتشار تقارير تفيد بوقوع أعمال عنف واسعة النطاق وسقوط ضحايا في مختلف أنحاء المنطقة، ولا سيما في الجنينة بولاية غرب دارفور، بالإضافة إلى مناطق أخرى مثل نيالا في جنوب دارفور وكتم والفاشر في شمال دارفور، وهو ما دفع البعض لاتهام الإسلاميين بالوقوف خلف إشعال الصراع وبقاؤه لأكبر فترة زمنية ممكنة.
إن ميليشيات تابعة لتنظيم الاخوان عملوا على إشعال الفتنة في السودان من أجل العودة مرة أخرى للحكم، ويجب التصدي لإفشال مخطط الإسلاميين لإشعال الفتنة القبلية في الأقاليم، وخصوصا ولايات درافور، وأن مايحدث في الجنينة هو بداية لمخطط الإسلاميين الذين يعملون على تحويل الحرب إلى الولايات، وإن فشل الإسلاميين بالوصول الى السلطة، عملوا على خلق الفوضى في الأقاليم وتقيسم البلاد.
أسباب اتهام الإسلاميين في تفاقم صراع السودان
يحمّل عدد كبير من الخبراء والباحثين مسئولية الصراع الدائر في السودان لجماعات الإسلام السياسي، إذ تسببت 3 عقود من الحكم في كوارث عدة، على رأسها انفصال جنوب السودان والحرب الأهلية في دارفور، انتهاء بالحرب الدائرة في الخرطوم الآن بين الجيش السوداني، وميليشيا الدعم السريع.
ويقول عبد الله الفكي البشير، الباحث والكاتب السوداني، إن الحرب الدائرة اليوم في السودان، تقدم تفسيرًا للكثير من العلل التي تصيب الدولة إذا ما تمكنت منها تيارات دينية، حيث تغيب عنها الرؤية، وتتفاقم سياسات التهميش للجماعات والثقافات مع تراكم المظالم.
ولفت الباحث إلى أن ضعف الأحزاب السياسية، وإدمانها للعمل الفوقي، وخلو سجلها من النضال الجماهيري، وتقاعس المثقفين عن واجبهم الثقافي والوطني والأخلاقي، بجانب تركة حكم الإسلام السياسي خلف ما يحدث الآن في السودان، وأضاف الباحث أن حكم الإسلام السياسي خلف مشكلة جنوب السودان التي انتهت بالانفصال وكذلك دارفور، ومناطق جبال النوبة والنيل الأزرق، نهاية باندلاع الحرب اليوم في العاصمة الخرطوم.
لمسات حكم الإسلاميين في السودان
واستكمل: حكم الإسلام السياسي كان نكبة على السودان والإسلام وعودة إلى الوراء، مؤكدا أن تركته ليس فيها سوى العنف والتقسيم للبلدان والحروب، فضلًا عن تغلغل الهوس الديني في المؤسسات القومية الأمر الذي يناقض متطلبات العصر، ويصادم حاجة الإنسان المعاصر.وأضاف الباحث أن هذه الجماعات ليس لديها فكر للحكم، وإنما قناعاتها تنطوي على هوس ديني، يمثل خطرًا على الإنسان، والسلام العالمي.
واختتم: تركة الإسلام السياسي في حكم السودان، بعد أن تغلغل الهوس الديني بين أبناء البلد الواحد، فأصبحوا يفضلون منطق الحرب والقطيعة والنقمة ما يصعب تجاوزه حتى مع مرور الأيام القادمة، على حد قوله.