الاثنين، 22 أغسطس 2022

دمار ألاف المساكن وتفاقم الاضرار في بنيات مشروع الجزيرة نتيجة فساد الإخوان

 دمار ألاف المساكن وتفاقم الاضرار في بنيات مشروع الجزيرة نتيجة فساد الإخوان

دمار ألاف المساكن وتفاقم الاضرار في بنيات مشروع الجزيرة يعود على فساد الإخوان


أكد خبراء ومراقبون أن كارثة السيول التي تشهدها منطقة الجزيرة في وسط السودان والتي دمرت آلاف المساكن في أكثر من 30 قرية ونصف المساحات الزراعية؛ تظهر أحد أقبح أوجه فساد تنظيم الإخوان خلال الأعوام الثلاثين لفترة حكمهم والتي شهدت تدميرا وفسادا وإهمالا ممنهجا طال كافة بنيات مشروع الجزيرة الذي يعتبر الأكبر في العالم الذي يروى بالري الانسيابي.

وأشاروا إلى أن أهم الأسباب التي فاقمت من حدة الكارثة هي تحطيم مصدات الحماية في القنوات الرئيسية ومصارف التنفيس، وتسليم إدارتها لشركات يمتلكها نافذون في التنظيم بدلا من هيئة الري والحفريات التي كانت لعقود طويلة تضطلع بالمهمة بمهنية عالية؛ دون الأخذ في الاعتبار بالمخاطر المستقبلية للأمطار والسيول والتي حدثت بالفعل خلال الأيام القليلة الماضية حيث ابتلعت السيول قرى بأكملها.

ويؤكد خبير الري والخزانات أبوبكر مصطفى أن منطقة الجزيرة والمناقل من المناطق القليلة في السودان التي تمتعت لفترة طويلة ببنية تحتية قوية؛ لكن تلك البنية تحطمت وأنهكت بشكل كبير بعد مجيء الإخوان للحكم في العام 1989.وإن الإخوان عملوا بشكل ممنهج على تدمير مشروع الجزيرة الزراعي بعد إيكال المهام التي كانت تقوم بها هيئة الري والحفريات منذ إنشاء المشروع في العام 1925 إلى شركات تابعة لعناصر التنظيم ولا تمتلك الخبرة الكافية؛ مشيرا إلى تشريد معظم الكفاءات الفنية. وعزا مصطفى اتساع حجم الكارثة إلى الإهمال الكبير في صيانة القنوات ومصارف التنفيس وهو الأمر الذي كان يتم في السابق وفق جدول زمني محدد ومعايير فنية صارمة.

ويقول البدوي إن حكومة الإخوان سعت منذ استيلائها على السلطة في العام 1989 إلى تفكيك المشروع وإضعافه؛ حيث قامت ببيع وتفكيك مؤسسات راسخة ورئيسية مثل إدارة الهندسة الزراعية، وهيئة الري والحفريات التي كانت تمتلك الإمكانيات الفنية واللوجستية اللازمة لمنع حدوث مثل هذه الكارثة بشكل استباقي للفيضانات وبناءا على معايير هندسية وفنية وخبرات تراكمت على مدار السنين.

ويقول عوض الكريم إن الدمار الذي تعرض له المشروع هو الذي أدى إلى الأضرار الكبيرة التي حدثت من سيول العام الحالي؛ موضحا "قبل أن يغير نظام الإخوان طريقة إدارة المشروع ويمنح عقود صيانة ومتابعة قنوات الري لشركات يمتلكها نافذون لم يهتموا بأعمال الصيانة مما أدى إلى تدمير البنية التحتية بشكل مريع".

وبحكم عمله المباشر في متابعة تدفقات المياه في القنوات الرئيسية، يشير عوض الكريم إلى أن إدارة الري والحفريات كانت تقوم بكامل الاستعدادات اللازمة لحماية المناطق السكنية والزراعية قبل موسم الخريف والسيول بفترة كافية، وبالتالي لم تحدث كوارث مثل التي تحدث حاليا. و إن ما حدث من فساد في المشروع سيبقى في الذاكرة السودانية إلى الأبد حيث طال الدمار كافة المنشآت المدنية والهندسية وحتى الطرق والبنى التحتية المتميزة التي كان يوفرها المشروع الممتد على مساحة 2.3 مليون فدان.