الأربعاء، 26 أبريل 2023

 هكذا عاقبت موسكو "يافجني خالدي" صاحب أشهر صورة بالحرب العالمية

هكذا عاقبت موسكو "يافجني خالدي" صاحب أشهر صورة بالحرب العالمية

يافجني خالدي صاحب أشهر صورة بالحرب العالمية



خلال الأيام الأخيرة للرايخ الثالث (Third Reich)، أي ألمانيا أثناء حكم النازيين، التقط المصور الفوتوغرافي السوفيتي يافجني خالدي (Yevgeny Khaldei) واحدة من أشهر الصور بالحرب العالمية الثانية. وبعدسة الكاميرا التي تسلح بها، التقط خالدي صورة لجندي سوفيتي أثناء رفعه لعلم الاتحاد السوفيتي فوق مبنى الرايخستاغ (Reichstag)، أي مجلس النواب الألماني، بالعاصمة برلين. وقد جاءت هذه الصورة لتجسد حينها هزيمة ألمانيا النازية وانهيار نظام أدولف هتلر الذي أدار شؤون البلاد منذ العام 1933.

صور خالدة

إلى ذلك، باشر يافجني خالدي، المولود يوم 23 مارس 1917 بمدينة دونيسك، عمله بمجال الصحافة والتصوير وهو في التاسعة عشرة من العمر لصالح صحيفة تاس (Tass) السوفيتية. وفي الأثناء، انتظر يافجني خالدي الحرب العالمية الثانية ليحقق إنجازات غير مسبوقة بمسيرته. فعلى مدار فترة الحرب، رافق الأخير الجيش السوفيتي ليلتقط عددا من الصور الهامة لقوات الجيش الأحمر على جبهة القتال. ومع نهاية الحرب، كان الأخير حاضرا بمحاكمات نورمبرغ التي مثل أثناءها عدد من كبار قادة النظام النازي أمام القضاء.

في الثامنة والعشرين من عمره، شاهد يافجني خالدي صورة التقطها المصور الأميركي جو روزنتال (Joe Rosenthal) لعدد من الجنود الأميركيين أثناء رفعهم لعلم بلادهم فوق إحدى هضبات جزيرة إيو جيما (Iwo Jima) عقب معارك ضارية بين القوات الأميركية ونظيرتها اليابانية حول الجزيرة. وانطلاقا من ذلك، راسل يافجني عددا من كبار المسؤولين السوفييت بالجيش الأحمر واقترح عليهم التقاط صورة دعائية مشابهة لتخليد تضحيات الجنود السوفييت بمعركة برلين.

ويوم 2 مايو 1945، التقط يافجني خالدي صورة للجندي السوفيتي، ذي الأصول الجورجية، ميليتون كانتاريا (Meliton Kantaria) أثناء رفعه للعلم السوفيتي فوق مبنى الرايخستاغ. وبالفترة التالية، تناقلت مختلف وسائل الإعلام العالمية هذه الصورة التي سرعان ما تحولت لأشهر وأبرز صور الحرب العالمية الثانية على الساحة الأولى. أيضا، حقق خالدي شهرة كبيرة بالأشهر التالية عقب حضوره لمؤتمر بوتسدام (Potsdam) والتقاطه لصورة مشتركة جمعت بين ونستون تشرشل وجوزيف ستالين وهاري ترو

تكريم متأخر

عقب نهاية الحرب العالمية الثانية، واصل يافجني خالدي عمله لصالح صحيفة تاس لحدود العام 1948. فخلال ذلك العام، طرد الأخير من وظيفته بسبب أصوله اليهودية حيث شهدت تلك الفترة حملة قادها النظام السوفيتي، بأوامر من جوزيف ستالين، للتضييق على اليهود المقيمين بالأراضي السوفيتية.عقب طرده، اتجه خالدي للعمل لصالح إحدى الصحف النقابية المحلية. وبعمله الجديد، منع الأخير من التقاط صور لمشاهير يهود.

أثناء فترة اجتثاث الستالينية، تمكن يافجني خالدي من الالتحاق بصحيفة البرافدا (Pravda) عام 1959. وبحلول العام 1970، طرد هذا المصور مرة أخرى من عمله بسبب الميول المعادية للسامية لمدير صحيفة البرافدا بتلك الفترة. وأمام هذا الوضع، عانى خالدي من أزمات نفسية أبعدته عن المجال المهني. ولتلبية حاجياته الأساسية، اعتمد هذا المصور السوفيتي على مساعدات قدمها له عدد من أصدقائه.

وفي الأثناء، عاد يافجني خالدي مجددا للساحة العالمية عقب انهيار الاتحاد السوفيتي. فمع رحيل الشيوعيين، استعاد خالدي مكانته. وعام 1995، استدعي هذا المصور السوفيتي لأحد معارض الصور حيث حظي باستقبال جيّد وكرم على جهوده في تصوير وتخليد لحظات الحرب العالمية الثانية. وبعد مضي 6 أشهر فقط على تكريمه، فارق خالدي الحياة عن عمر يناهز الثمانين عاما.