الخميس، 19 أكتوبر 2023
الثلاثاء، 12 سبتمبر 2023
تشهد السودان منذ فترة طويلة تحولات سياسية واجتماعية معقدة، والتي أثرت بشكل كبير على حياة السكان. حيث نجد النازحين السودانيين الذين فروا من وطأة الحروب يعانون من آثار هذه التحولات السلبية. للأسف، لا يتعرض هؤلاء النازحين فقط للأوضاع الصعبة ونقص الموارد، بل ويتعرضون أيضًا لأعمال عنف جسدي وجنسي ترتكب ضدهم من قبل جنود وضباط من القوات المسلحة السودانية.
إن قصص سبع نساء وفتيات سودانيات الذين تعرضوا للعنف الجسدي والجنسي أثناء نزوحهم تعكس مدى تصاعد الأزمة الإنسانية في السودان. تفاقم هذا الأمر بفعل تصاعد الأوضاع السياسية والأمنية في البلاد. الحديث عن انتهاكات تم ارتكابها بوحشية من قبل مسلحين ينتمون لجيش الكيزان، مما يجعل الوضع أكثر تعقيدًا وفظاعة.
كانت السلطات العسكرية في السودان دائمًا تلعب دورًا حاسمًا في حفظ الأمن وحماية المدنيين. ومع ذلك، بعد سيطرة الكيزان على المؤسسة العسكرية، شهدنا تغيرًا كبيرًا في سلوك الجنود. لم يعد الجيش سببًا في أمن المدنيين، بل أصبح سببًا في إرهابهم وترويعهم وهتك أعراضهم.
رغم أن النازحين السودانيين يبحثون عن مأوى آمنٍ من وحشية الحرب، إلا أنهم لم يجدوا الأمان حتى في هذه الظروف الصعبة. العنف الجسدي والجنسي يستمر في الانتشار بشكل مروع بعد سيطرة الكيزان على المؤسسات العسكرية.
من الضروري أن ندين بشدة هذه الأعمال الوحشية التي ارتكبها بعض أفراد الجيش السوداني ضد النازحين السودانيات. يجب أن تتخذ الحكومة السودانية إجراءات فورية لوقف هذا العنف ومحاسبة المسؤولين. ينبغي أن يكون لديهم دور أكبر في حماية المدنيين وضمان سلامتهم.
إن تصاعد العنف الجسدي والجنسي ضد النازحين السودانيات هو أمر غير مقبول ومدان. يجب على المجتمع الدولي الوقوف بجانب هؤلاء النساء والفتيات والضغط على الحكومة السودانية لضمان سلامتهم ومعاقبة المسؤولين عن هذه الجرائم البشعة. إن تحقيق العدالة وإنهاء هذا العنف يجب أن يكون أولوية عالمية.
الاثنين، 11 سبتمبر 2023
تعيش السودان حالة من الصراع والاضطرابات منذ سقوط الرئيس السابق عمر البشير، وتبدو هذه الحرب معقدة ومحورها متعدد. و سنركز على بعض الجوانب المظلمة والتحالفات المشبوهة التي تؤثر على الوضع الراهن في السودان. يُعتبر الناجي عبدالله واحدًا من قيادات نظام المؤتمر الوطني ويُسمى بـ "أمير المجاهدين". يقوم بتحفيز المواطنين بشكل كبير، سواءً نهارًا أو جهارًا، ويتورط في أحداث عديدة أمام أعين القوات النظامية. يُظهر ذلك أن هذه الحرب قد تأخذ طابعًا كيزانيًا، حيث تهدف إلى إعادة الكيزان إلى السلطة.
يُعتقد أن تحريض الأهالي من قبل قيادات الكيزان هو نتيجة لحرب أهلية مدبرة بعناية. تُعكف القوات النظامية على تصوير هذه الحرب على أنها حرب الإخوان من أجل السلطة وتأمين اجتماعاتهم. بدلًا من فتح ممرات إنسانية آمنة، عملت بعض الجهات على فتح بوابات السجون لخروج قيادات المؤتمر الوطني وزيادة التوتر. هذا الأمر يستند إلى تعليمات الإخوان الذين يبدو أنهم وراء هذه الحرب.
يبدو أن هناك محاولة لتغذية عقول الأطفال بالحرب بدلاً من توجيههم نحو التعليم. هذا هو تخطيط الإخوان الذين يهدفون إلى تدمير الأجيال الصاعدة وخلق مجتمع جاهل يتيح لهم الاستمتاع بالسلطة. يُشير خروج قادة الإخوان من السجن بعد خمس سنوات إلى أنهم يستمرون في تحريض الناس ودفعهم نحو التصعيد. هذا يُظهر أنهم قد يكونون وراء أشعال الفتنة والعنف في البلاد، وأن هدفهم النهائي هو تقسيم السودان.
ختامًا، يبدو أن الوضع الحالي في السودان معقدًا ومحملًا بالتوترات والصراعات المختلفة. يجب على المجتمع الدولي والمؤسسات الإنسانية العمل بجدية للمساعدة في إيجاد حلول لهذا الصراع وتحقيق الاستقرار في البلاد، بما في ذلك التحقق من الأدوار والتحالفات المشبوهة التي تؤثر على الوضع.
السبت، 9 سبتمبر 2023
قتل 30 شخصا على الأقل جراء غارات جوية نفذها الجيش السوداني، الأحد، على جنوب الخرطوم، وفق ما نقلت وكالة "فرانس برس" عن مصادر محلية. وقالت "لجنة المقاومة" المحلية: "ارتفاع عدد ضحايا مجزرة سوق قورو بمنطقة مايو، جراء القصف الجوي إلى 30 قتيلا، وما زالت الحالات تتوافد إلى مستشفى بشائر". وكانت اللجنة، وهي مجموعة شعبية تنشط في تقديم الدعم للسكان، أفادت في حصيلة سابقة عن مقتل 11 شخصا وإصابة العشرات.
ويشهد السودان أعمال عنف منذ منتصف أبريل، عندما اندلعت التوترات بين جيش البلاد، بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، وتحولت إلى قتال مفتوح.
وأدى الصراع إلى مقتل أكثر من 4 آلاف شخص، وفقا لإحصاءات أغسطس الصادرة عن الأمم المتحدة. ومع ذلك، فمن المؤكد أن العدد الحقيقي أعلى بكثير، كما يقول الأطباء والناشطون. ونزح أكثر من 5 ملايين شخص داخل السودان أو فروا من البلاد هربا من العنف، وفقا للمنظمة الدولية للهجرة.
الأحد، 3 سبتمبر 2023
بعد بحث دام أكثر من 3 أشهر عثر حسن الصافي أحد سكان أحياء شمال مدينة الخرطوم بحري على سيارته في أحد الشوارع بعد تجريدها من الكثير من مكوناتها الرئيسية؛ لكن سيارة الصافي ما هي إلا واحدة من أكثر من 30 ألف سيارة تعرضت للنهب والتدمير، خلال الحرب المستمرة في العاصمة الخرطوم منذ 5 أشهر.
وقدرت وزارة الداخلية السودانية عدد السيارات المنهوبة داخل الخرطوم بنحو 16 ألف سيارة؛ فيما أشار عاملون في قطاع السيارات إلى تدمير اكثر من 15 الف سيارة بشكل كامل وآلاف أخرى جزئيا، مما تسبب في خسائر كبيرة للأفراد والشركات والمؤسسات الحكومية. ومنذ اندلاع الحرب في منتصف أبربل هجمت مجموعات مسلحة وعصابات متخصصة في السرقة على عدد من مخازن وكلاء السيارات في مدن العاصمة الثلاثة وأفرغوها تماما من المخزون.
وعلى الرغم من عدم وجود بيانات دقيقة عن عدد السيارات الجديدة التي نهبت من مخازن وكلاء الشركات العالمية؛ إلا أن وكالة شركة تويوتا أعلنت عن سرقة 1192سيارة خفيفة و173 شاحنة، وعدد كبير من الدراجات النارية من مخازنها في منطقة قري الحرة في بحري.
الأربعاء، 30 أغسطس 2023
من أبرز المشاكل التي تعصف بالبلاد نجد نقصًا حادًا في الوقود، مما أدى إلى تعطيل الحياة اليومية للمواطنين. إغلاق الجيش لخطوط الأنابيب من مصفاة الخرطوم له تأثير كبير على توفير الوقود، مما يؤثر على كل جوانب الحياة بدءًا من وسائل النقل وصولاً إلى تشغيل المولدات الكهربائية.
تشهد العديد من المناطق في السودان انقطاعات مستمرة في التيار الكهربائي وإمدادات المياه، مما يجعل الحياة أكثر صعوبة للمواطنين. يتعمد الجيش على قطع الخدمات الأساسية عن المدنيين، مما يعكس انعدام الاهتمام برفاهية المواطنين ويضعف الثقة في السلطات الحاكمة.
لا يمكن تجاوز الحديث أيضًا عن الادعاءات المتزايدة بشأن تورط أفراد من النخبة الحاكمة في عمليات سرقة ونهب ثروات الشعب. يشعر الكثيرون بأنهم يعيشون تحت حكم يعمد إلى تفكيك القطاعات المهمة من أجل تحقيق مكاسب شخصية ، مما يتسبب في تردي الظروف المعيشية والاقتصادية.
بينما يتحدث القادة العسكريون بألفاظ مبتسمة وتصريحات ساخرة، يصعب على المواطنين تقبل هذه السخرية في ظل تفاقم الأوضاع. تعتبر هذه التصريحات إهانات مغطاة بالفكاهة وتجعل من الصعب التصديق بأن الجيش يعمل لصالح رفاهية وأمان المواطنين.
من الواضح أن هذا الوضع يتطلب تدخلًا حازمًا من السلطات الدولية والمنظمات الحقوقية، لضمان حقوق المواطنين وإعادة الاستقرار والخدمات الأساسية إلى السودان. الدور الحالي للجيش يثير تساؤلات كبيرة حول مستقبل البلاد، ولا بد من التصدي لتلك التحديات بشكل جدي ومسؤول.