الجمعة، 21 أكتوبر 2022

بعزيمة وشغف فلسطينية في الـ86 تحصل على البكالوريوس وتتطلع إلى الدكتوراه

 بعزيمة وشغف فلسطينية في الـ86 تحصل على البكالوريوس وتتطلع إلى الدكتوراه

بعزيمة وشغف فلسطينية في الـ86 تحصل على البكالوريوس وتتطلع إلى الدكتوراه


بعزيمة وشغف كبيرين، وبهمة وطموحات، استطاعت جهاد بطو «أم سهيل» 86 عاماً، أن تثبت أن سنوات العمر مجرد أرقام يمكن تخطيها، وحققت حلم عمرها الذي انقطعت عنه عقوداً متتالية بارتداء ثوب النجاح والتميز، بعد تخرجها في كلية العلوم الشرعية من مدينة الناصرة بالداخل الفلسطيني.

الصف الرابع الابتدائي كان آخر صف دراسي انتظمت فيه الفلسطينية بطو وكان عمرها 12 عاماً، وعمدت الإدارة التعليمية آنذاك إلى ترفيعها إلى الصف الخامس بعد فصل دراسي واحد، لذكائها وتفوقها على أقرانها، إلا أن مرض والدتها حال دون مواصلة مشوارها التعليمي، فانقطعت عن الدراسة بعد الفصل الدراسي الأول، وتأجل تحقيق حلمها.

كبرت جهاد وتزوجت، وأنجبت سبعة أطفال، وبقي شغفها بحب التعليم متقداً، فاجتهدت من خلال أبنائها تدرسهم وتدرس معهم المنهاج الدراسي مرحلة تلو أخرى، وبمرور الزمن حصلت على دورات تعليمية في اللغات والدين والرياضيات، وبعد وفاة زوجها واجهت ضيق الحال بعملها في مهنة الخياطة وأصرت على تعليم أبنائها في الجامعات، حتى وصلوا لأعلى المراتب العلمية.

لم تنسَ الثمانينية حلمها الذي لم تعقه السنوات، وإن عرقلته الظروف الاجتماعية، ووقفت له بالمرصاد لتحقق ما لم يسعفها شبابها في المضي فيه، فتكمل تعليمها وتحصل على الشهادة الجامعية، لتبدأ دراستها مجدداً وعمرها 81 عاماً، وفي عام 2019 التحقت بكلية العلوم الشرعية وتفوقت بامتياز وأنهت دراستها الجامعية بزمن قياسي، وحصلت على درجة البكالوريوس في الشريعة الإسلامية مطلع العام الجاري.

التحدي الأكبر الذي واجهته أم سهيل كان توقف التعليم الوجاهي أثناء جائحة كورونا والانتقال إلى منصات التعليم الإلكتروني عبر برنامج زووم، إلا أنها بمساندة أبنائها استطاعت تخطي الصعاب ومتابعة محاضراتها واختباراتها حتى حصلت على المرتبة الأولى في تخصصها على دفعتها.

تقول أم سهيل،حفظت القرآن الكريم، بدأته وعمري 73، وختمته في الـ76، وبعدها دخلت الكلية الشرعية للعلوم والأحكام رغم تقدمي في السن، فأنا أرفع شعار اطلبوا العلم من المهد إلى اللحد، و أقول للناس تعلموا ولا تخجلوا من أعماركم، وانظروا إلى الأمام ولا تلتفتوا إلى أقوال الناس، فقد سمعت مراراً «بعد ما شاب راح الكتاب»، وكنت أرد بأنني يجب أن أتعلم حتى آخر لحظة في حياتي، والحمد لله حصلت على اللقب الذي كنت أحلم به، وصرت أنفع الناس بما تعلمت، وطموحي لن يقف إلى هذا الحد فأنا عاقدة العزم على الالتحاق ببرامج الماجستير والدكتوراه.

0 Comments: