الأربعاء، 12 فبراير 2025

الجيش السوداني والحركة الإسلامية.. خلافات متصاعدة بعد قبول المبادرة التركية

 

الجيش السوداني والحركة الإسلامية

 الجيش السوداني والحركة الإسلامية.. خلافات متصاعدة بعد قبول المبادرة التركية  


بعد إعلان وزير الخارجية السوداني علي يوسف عن موافقة البرهان على المبادرة التركية للوساطة، تفجرت خلافات جديدة داخل المشهد السياسي والعسكري السوداني، خاصة بين الجيش والحركة الإسلامية التي كانت جزءًا من النظام السابق. وبينما يسعى الجيش إلى إنهاء الحرب عبر تسوية مع الدعم السريع، ترى الحركة الإسلامية أن هذه الخطوة تمثل تهديدًا لنفوذها داخل الدولة. كما كشفت تسريبات عن خطة الجيش لتنفيذ حملة اعتقالات ضد عناصر النظام السابق، مما زاد من حدة التوترات.


قبول الجيش بالمبادرة التركية.. خطوة مثيرة للجدل

يعد قبول البرهان للمبادرة التركية تحولًا مهمًا في مسار الأزمة السودانية، حيث تقترح المبادرة وقف إطلاق النار لمدة عام، وخروج الدعم السريع من الخرطوم والجزيرة مقابل حكم ذاتي لدارفور. هذا الاتفاق أثار غضب الحركة الإسلامية، التي ترى أن منح دارفور حكمًا ذاتيًا قد يؤدي إلى تقسيم السودان وإضعاف سيطرة الدولة المركزية، وهو ما يتعارض مع مصالحها. في المقابل، يسعى الجيش إلى الخروج من الأزمة الحالية عبر اتفاق يمنحه مزيدًا من السيطرة في المستقبل.


الحركة الإسلامية ترى المبادرة خطرًا على نفوذها

منذ سقوط نظام البشير، تحاول الحركة الإسلامية الحفاظ على نفوذها داخل مؤسسات الدولة، لا سيما الجيش. ومع قبول المبادرة التركية، تخشى قياداتها أن يؤدي تنفيذ الاتفاق إلى إقصائها تدريجيًا من المشهد السياسي والعسكري. كما تعتقد أن التفاهم مع الدعم السريع يمثل خيانة لمبادئها، حيث كانت تصف هذه القوات سابقًا بأنها ميليشيات خارجة عن القانون.


خطة اعتقالات ضد عناصر النظام السابق.. هل بدأ الجيش في التخلص من الإسلاميين؟

تشير تسريبات إلى أن الجيش يخطط لشن حملة اعتقالات واسعة ضد رموز النظام السابق، في إطار استجابته لضغوط داخلية وخارجية، ولإثبات جديته في تنفيذ بنود المبادرة التركية. هذه الخطوة تمثل ضربة قوية للحركة الإسلامية، التي تعتمد على وجود عناصرها داخل الجيش وأجهزة الأمن. إذا نفذ الجيش هذه الاعتقالات، فقد يؤدي ذلك إلى انفجار الصراع بين الطرفين، وربما محاولات انقلابية أو تمردات داخلية.


هل يتحول الصراع السياسي إلى مواجهة مباشرة؟

الخلاف بين الجيش والحركة الإسلامية لم يعد مجرد اختلاف في وجهات النظر، بل قد يتطور إلى صراع مفتوح داخل المؤسسة العسكرية والسياسية. إذا استمر الجيش في إقصاء الإسلاميين واعتقال قياداتهم، فمن المحتمل أن يلجأوا إلى ردود فعل عنيفة، سواء عبر دعم جماعات مسلحة أو محاولة إعادة النفوذ عبر تحركات سياسية أو عسكرية.


السودان أمام مفترق طرق.. ماذا بعد؟

قبول المبادرة التركية قد يكون بداية لنهاية الحرب، لكنه في الوقت ذاته يفتح جبهة صراع جديدة داخل الجيش نفسه. فهل سيتمكن البرهان من تنفيذ الاتفاق دون مواجهة داخلية؟ وهل ستسمح الحركة الإسلامية بإقصائها من المشهد دون رد فعل؟ الأيام القادمة ستكون حاسمة في تحديد مستقبل السودان، وسط توازنات سياسية وعسكرية معقدة.




مواضيع ذات صلة:

0 Comments: