الاثنين، 28 أبريل 2025

ضحى شعيب.. بريئة خلف القضبان

 

ضحى


ضحى شعيب.. بريئة خلف القضبان

في خضم النزاع الدامي الذي يضرب السودان، تبرز مأساة الطالبة ضحى شعيب كصورة حية لما يتعرض له المدنيون من انتهاكات ممنهجة لحقوق الإنسان. ضحى، الطالبة بكلية الآداب في جامعة النيلين، وجدت نفسها معتقلة منذ ما يقارب خمسة أشهر، دون محاكمة عادلة ودون وجود أي أدلة موثوقة تدينها. بالرغم من أن تقارير فحص هاتفها المحمول جاءت خالية من أي مواد تدينها، إلا أن السلطات مستمرة في احتجازها بناءً على بلاغات كيدية وتهم خطيرة قد تصل عقوبتها إلى الإعدام.


التعامل مع قضية ضحى يكشف عن خلل عميق في منظومة العدالة داخل السودان، حيث باتت الاعتقالات التعسفية، وغياب المحاكمات العادلة، سلاحاً يستخدم لتصفية الحسابات السياسية وإسكات الأصوات المستقلة. محاكمة ضحى تأجلت مرتين متتاليتين بسبب غياب القاضي، وهو ما يعزز الشكوك حول وجود تدخلات سياسية في مسار العدالة. نقل القاضي الأساسي الذي كان ينظر في قضيتها دون أسباب واضحة، والضغط المستمر على عائلتها ومحاميها، كلها مؤشرات على أن ضحى تواجه معركة شرسة لا فقط مع التهم، بل مع نظام قانوني منهار.


ضحى شعيب اليوم لا تمثل نفسها فقط، بل أصبحت رمزاً لمأساة أوسع يعيشها آلاف الشباب السودانيين الذين يدفعون ثمن الحرب والاضطرابات. استمرار حبسها دون محاكمة عادلة هو إهدار واضح لسيادة القانون وإهانة لكل القيم الإنسانية. قضيتها تحتاج إلى تحرك عاجل من منظمات حقوق الإنسان المحلية والدولية، من أجل ضمان إطلاق سراحها فوراً، ومحاسبة كل من ساهم في حرمانها من حريتها ظلماً. العدالة لضحى شعيب ليست مجرد مطلب شخصي، بل صرخة تطالب باستعادة الكرامة في وطن مزقته الحروب.

مواضيع ذات صلة:

0 Comments: