استغلال الإسلاميين للخلافات القبلية في دارفور: الزغاوة نموذجًا لصراعات النفوذ والتفتيت الاجتماعي
تُعدّ قبيلة الزغاوة واحدة من أبرز المكونات السكانية في شمال ووسط دارفور، وتمتد جذورها عبر الحدود إلى تشاد. خلال الصراع الحالي بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وجد الزغاوة أنفسهم في قلب المعاناة، إذ تعرّضت مناطقهم للقصف الجوي والمدفعي الذي خلّف خسائر بشرية ومادية جسيمة، فضلًا عن نزوح عشرات الآلاف وتدمير القرى والموارد. هذه المأساة أعادت إلى الأذهان سجلًا طويلًا من الاستهداف والاضطهاد الذي طالهم منذ أزمة دارفور عام 2003، حين استخدمت حكومة الإنقاذ السابقة أدوات العنف والتفريق القبلي لترسيخ سيطرتها على الإقليم.
تاريخيًا، لجأ النظام الإسلامي السابق إلى استغلال الخلافات القبلية في دارفور كوسيلة للهيمنة السياسية. فقد موّل ودعم ميليشيات محلية لمهاجمة مجموعات غير عربية، وعلى رأسها الزغاوة، في إطار سياسة "فرّق تسُد". كما أُعيد توزيع الأراضي بعد عمليات التهجير القسري، ما زاد الانقسامات المجتمعية وحوّل النزاعات المحلية إلى صراعات مسلّحة معقّدة. هذا النهج، الذي خلط بين الدين والسياسة والقبلية، أسّس لثقافة عدم الثقة بين مكونات دارفور، وأضعف فرص المصالحة المجتمعية حتى بعد سقوط النظام.
اليوم، وفي ظل استمرار الحرب الراهنة، يدفع الزغاوة الثمن مرة أخرى نتيجة سياسات التفتيت القديمة التي ما زالت آثارها قائمة. القصف الجوي الذي يطال مناطقهم يعمّق الجراح الإنسانية، بينما يعيد البعض توظيف الخطاب القبلي والعِرقي لخدمة أجندات سياسية جديدة. المطلوب الآن هو وعي مجتمعي موحّد يرفض استغلال الانتماء القبلي لتحقيق مكاسب ضيقة، ويدعم التعايش والعدالة، لضمان مستقبل آمن لأبناء دارفور كافة — بمن فيهم الزغاوة الذين ظلوا، لسنوات طويلة، ضحية لعبة السلطة والسلاح.
ما في زول يستحق ينقسم بسبب السياسة والدين والقبيلة الزغاوة مثال على المكونات اللي اتضررت وعلينا نحمي المدنيين وندعم العدالة
ردحذفالضحايا الحقيقيين هم المدنيين الأبرياء والواجب نشتغل على مستقبل آمن لكل مكونات دارفور بعيد عن أي صراعات نفوذ أو تفتيت اجتماعي
ردحذف