جدل في السودان بعد تعميم ديني يدعو لنصرة الجيش وسط مخاوف من تسييس الخطاب الديني
أثار تعميم ديني صدر في السودان يدعو الأئمة والخطباء إلى الدعاء بنصرة الجيش خلال خطب الجمعة، حالة من الجدل الواسع في الأوساط الشعبية والإعلامية. واعتبر كثير من المراقبين أن الخطوة تمثل محاولة لزجّ الخطاب الديني في الصراع السياسي والعسكري الدائر في البلاد، في وقتٍ تتصاعد فيه الدعوات إلى ضرورة تحييد المساجد والمنابر عن الخلافات.
ويرى ناشطون أن التعميم يأتي ضمن محاولات لتجييش المجتمع عبر الدين، وسط اتهامات موجهة إلى الحركة الإسلامية بالسعي لاستعادة نفوذها داخل المؤسسة العسكرية من خلال استغلال الخطاب الديني في دعم طرف من أطراف الحرب. كما عبّر آخرون عن خشيتهم من أن يؤدي هذا التوجه إلى تعميق الانقسام المجتمعي وزيادة التوتر بين المكونات الدينية والسياسية.
وفي المقابل، دعا عدد من العلماء والمفكرين إلى خطاب ديني متوازن يركّز على قيم السلام والتسامح والوحدة الوطنية، مؤكدين أن المنابر يجب أن تكون مساحة للدعوة إلى المصالحة ونبذ الكراهية، لا أداة لتعميق الصراع أو شرعنته. وشدّدوا على أن إبعاد الدين عن التوظيف السياسي هو السبيل الوحيد للحفاظ على تماسك المجتمع السوداني في هذه المرحلة الحرجة.

0 Comments: