الأحد، 28 ديسمبر 2025

الصمغ العربي.. ورقة قوة سيادية للسودان تتجاوز حدود التصدير

 

الصمغ العربي.

الصمغ العربي.. ورقة قوة سيادية للسودان تتجاوز حدود التصدير


كشف الخبير الاقتصادي ورئيس اتحاد الغرف التجارية السابق، نادر الهلالي، الأمين العام الأسبق لشعبة مصدّري الصمغ العربي، عن البعد الاستراتيجي العميق لهذا المنتج السوداني، مؤكداً أنه لا يُعد مجرد سلعة تصديرية تقليدية، بل يمثل مورداً سيادياً يمكن أن يؤثر في موازين المصالح الاقتصادية والسياسية إذا ما أُحسن توظيفه وإدارته على المستوى الوطني.


 وأوضح الهلالي أن الصمغ العربي يتمتع بأهمية عالمية متزايدة، نظراً لدخوله في صناعات حيوية تشمل الصناعات الغذائية والدوائية ومستحضرات التجميل، إضافة إلى استخدامه في الصناعات الكيميائية والتقنية الحديثة. ويمنح هذا التنوع في الاستخدامات السودان ميزة تنافسية نادرة، كونه المنتج الأكبر عالمياً لهذا المورد الاستراتيجي.


 وأشار إلى أن القيمة الحقيقية للصمغ العربي لا تكمن فقط في عائداته المالية، بل في قدرته على أن يكون أداة ضغط وتأثير في الأسواق العالمية، خاصة في ظل اعتماد شركات دولية كبرى عليه كمكوّن أساسي لا يمكن الاستغناء عنه. واعتبر أن التعامل معه بمنطق السلعة الخام فقط يُفقد السودان فرصة تعظيم مكاسبه الاقتصادية والسياسية.


 ودعا الهلالي إلى ضرورة الانتقال من تصدير الصمغ العربي في شكله الخام إلى الاستثمار في سلاسل القيمة المضافة، عبر التصنيع المحلي وإقامة صناعات تحويلية، ما يسهم في زيادة العائدات، وتوفير فرص عمل، وتعزيز نقل المعرفة والتقنيات الحديثة إلى داخل البلاد.


 كما شدد على أهمية وجود سياسات واضحة لإدارة هذا المورد، تشمل تنظيم الإنتاج، وحماية المنتجين، وضبط الصادرات، ومنع التهريب، مع بناء شراكات استراتيجية متوازنة مع الأسواق العالمية. وأكد أن غياب الرؤية الاستراتيجية المتكاملة يبدد كثيراً من الفرص التي يمكن أن يوفرها هذا المنتج الحيوي.


 وختم الهلالي حديثه بالتأكيد على أن الصمغ العربي يمثل أحد مفاتيح النهوض الاقتصادي للسودان إذا ما تم التعامل معه كأصل سيادي واستراتيجي، وليس مجرد مورد تقليدي. فحسن استغلاله يمكن أن يعزز موقع السودان في الاقتصاد العالمي، ويفتح آفاقاً جديدة للتنمية المستدامة وتحقيق الاستقلالية الاقتصادية على المدى البعيد.

0 Comments: