بعد توقف المطابخ الجماعية: الجوع يحاصر اللاجئين السودانيين بمعسكر كرياندونغو
بعد توقف هذه المطابخ وازدياد معاناة الأسر السودانية داخل المعسكر كلف المكتب القيادي للاجئين السودانيين لجنة لاستقطاب الدعم كي تستعيد المطابخ دورها في حماية الأسر من الجوع. ويقول سكرتير اللجنة العليا لدعم المطابخ معاوية الحسن لراديو دبنقا “عندما توقفت المطابخ، رجعنا لنفس النقطة الأولى، الأمراض، سوء التغذية، الملاريا، التيفويد. الفئات الضعيفة كانت تعتمد كلياً على الوجبة الوحيدة. وفجأة وجدوا أنفسهم بلا شيء.”
ويقول معاوية ان برنامج الاغذية العالمي قد صنف اللاجئين السودانيين في المعسكر الى ثلاث فئات، منها فئتان تحصلان على 60% فقط من حصتهما الشهرية؛ وهي كمية لا تكفي سوى عشرة أيام فقط، بينما الفئة الثالثة أوقف عنها المساعدات بالكامل منذ مارس 2024م. مشيرا الى ان الفئة الثالثة باتت هي الأكثر هشاشة الآن، والأكثر اعتماداً على المطابخ التي انهارت فجأة بسبب نفاد المخزون من المواد التموينية وغياب التمويل.
ووفقا لاحصائيات المفوضية السامية لشئون اللاجئين حتى 30 نوفمبر 2025م، فان معسكر كرياندونغو يأوي 92,601 لاجئ سوداني، في حين يشهد المعسكر توافدا مستمراً للاجئين السودانيين. وذكر معاوية الحسن ان المطابخ الجماعية للسودانيين بالمعسكر يستفيد منها اكثر من 8500 شخص يومياً. ومع توقف الوجبات، بدأ يعلو صوت المعاناة.
ونبه عضو اللجنة عبد القادر محمد عبد الله، الى ان هناك فئة من اللاجئين من ذوي الاعاقة يواجهون صعوبات اكبر واضاف “هؤلاء لا يجدون وسيلة للوصول للعلاج أصلاً، فكيف يصلون للمطبخ؟ توقف الخدمة خنقهم تماماً” مبينا ان مبادرتهم لاستقطاب الدعم للمطابخ الجماعية وجد تجاوباً من بعض الفنانين والمتبرعين، حيث أقاموا حفلاً خيرياً لدعم المطابخ، لكنه قال “الفجوة أكبر من كل مجهوداتنا.”
الواقع داخل معسكر كرياندونغو بعد توقف الوجبات لم يكن مجرد جوع يعانيه اللاجئين السودانيين، بل قصة مجتمع تطارده المعاناة اينما حل، ويروي عضو اللجنة الموسيقي الدومة عبد الله جانباً من هذا الواقع الذي يواجهه السودانيون في المعسكر بقوله “الناس لا زالت تأتي من دارفور وكردفان وبقية مدن السودان في حالات صعبة، فالمعسكر يستقبل اسبوعيا ما بين 10 الى 15 بصا يحمل سودانيين فارين من الاوضاع في السودان”
مشيرا الى ان هؤلاء اللاجئين يصلون للمعسكر بلا أموال، بلا طعام، بلا قدرة على بناء مأوى كما كان يحدث في السابق. وحتى اللاجئون القدامى الذين كانوا يقتسمون معهم اللقمة، أصبحوا الآن عاجزين. مضيفاً “حتى المساعدات التي كانت تقدمها المفوضية للاجئين الجدد التي تبلغ قيمتها 100 دولار وكميات قليلة من المواد الغذاء والايواء توقفت تماماً، الأمر الذي رمى عبء استقبال اللاجئين الجدد على اللاجئين القدامى بالمعسكر وهو ما ضاعف معاناتهم جميعاً.
وذكر الدومة انه مع انسداد كل المنافذ، ظهرت وفيات وسط الأطفال وكبار السن والنساء الحوامل، بجانب بروز تحديات وانفلات أمني حيث سجلت حالات اقتحام لبعض الخيام لاجل سرقة مواد غذائية، اضافة الى أن بعض الشباب غير المتزوجين هربوا من المعسكر بسبب انعدام الغذاء. ويضيف دريج بأسى: هناك أطفال خارج المدارس لأن أسرهم لا تستطيع دفع الرسوم او وجبة الفطور. الوضع معقد ومؤلم.”

0 Comments: