عوامل تكشف أسباب سقوط السودان ضد العراق في كأس العرب
تلقى المنتخب السوداني هزيمة قاسية بنتيجة 0-2 أمام نظيره العراقي في المباراة التي أقيمت يوم السبت 6 ديسمبر/ كانون الأول على ملعب 974 في العاصمة القطرية الدوحة، ضمن الجولة الثانية من منافسات المجموعة الرابعة لبطولة كأس العرب 2025. هذه الخسارة جاءت لتعمّق أزمة “صقور الجديان” وتضعف حظوظهم في بلوغ الدور ثمن النهائي لأول مرة في تاريخهم، بعدما خيّب الفريق آمال جماهيره في مواجهة “أسود الرافدين”.
غياب الفاعلية الهجومية كان أحد أبرز أسباب الهزيمة، إذ أهدر خط هجوم المنتخب السوداني فرصاً عديدة خلال الشوط الأول ولم يستثمر اللاعبون السانحات السهلة التي أتيحت لهم. المهاجمون ولاعبو الوسط أخفقوا في تحويل الفرص إلى أهداف، ليستمر العقم التهديفي للمباراة الثانية على التوالي، حيث يعود آخر هدف سجله المنتخب في البطولة إلى نسخة عام 2012. هذا العجز الهجومي انعكس على الأداء العام للفريق وأفقده القدرة على مجاراة خصمه في اللحظات الحاسمة.
الإرهاق الناتج عن ضغط المباريات كان عاملاً مؤثراً آخر، إذ شهد الشوط الثاني تراجعاً واضحاً في أداء المنتخب السوداني مع انهيار بدني ملحوظ لدى عدد من اللاعبين. سبعة لاعبين خاضوا خمس مباريات قوية ومتتالية مع المنتخب ونادي الهلال، تخللتها رحلات شاقة، واستمرت مشاركتهم بسبب الغيابات العديدة التي ضربت الفريق قبل انطلاق البطولة. المدرب كواسي أبياه فقد جهود لاعبين بارزين مثل بخيت خميس، رمضان عجب، أبو عاقلة عبد الله، أبو بكر عيسى، سيف الدين مالك، ومحمد عيسى لأسباب مختلفة، ما أثر على التوازن العام للفريق.
افتقد المنتخب السوداني للبديل القادر على صنع الفارق، حيث خلت دكة الاحتياط من اللاعب المؤثر، فيما لم يتمكن البدلاء الذين دفع بهم المدرب كواسي أبياه من تقديم الإضافة أمام العراق، بل شكلوا عبئاً على الفريق في بعض اللحظات. وبعد استبدال لاعب الارتكاز القوي عمار طيفور المحترف في الصفاقسي التونسي، انهار خط الوسط والدفاع ليستقبل مرمى محمد النور أبوجا هدفين في الدقائق الأخيرة من اللقاء، الأول في الدقيقة 81 عبر مهند علي والثاني في الدقيقة 84 بواسطة أمجد عطوان.
بهذه النتيجة تجمد رصيد السودان عند نقطة واحدة حصل عليها من التعادل السلبي مع الجزائر في المباراة الافتتاحية، لتصبح مهمة “صقور الجديان” في التأهل إلى الدور الثاني محاطة بالشكوك القوية. الفريق يحتاج إلى الفوز على البحرين بفارق خمسة أهداف مع انتظار فوز العراق على الجزائر، وهو سيناريو أقرب إلى المستحيل. الخسارة أمام العراق وضعت المنتخب السوداني في موقف صعب وأضعفت آمال جماهيره التي تابعت المباراة بكثافة من داخل ملعب 974، أحد أبرز الملاعب التي استضافت كأس العالم 2022 في قطر.
رغم الخسارة، أظهر المنتخب السوداني خلال الشوط الأول ندية واضحة أمام العراق بفضل تحركات لاعبي خط الوسط، كما بذل النجم محمد عبد الرحمن المعروف بـ”الغربال” مجهودات كبيرة في المقدمة. إلا أن أزمة الفريق في خط الهجوم استمرت، حيث لم يتمكن من تحقيق اختراقات كبيرة في دفاع العراق. صلاح عادل أهدر فرصة ثمينة في الدقيقة 44 برأسية علت العارضة، ثم كرر إضاعة فرصة أخرى في الدقيقة 63 إثر كرة عكسية من الغربال وضعها فوق القائم. كما تعثر عبد الرؤوف في بناء هجمة مرتدة خطيرة في الشوط الثاني، فيما لعب الحارس محمد المجتبى دوراً بارزاً في التصدي لهجمات العراق حتى الدقيقة 81، قبل أن ينهار الدفاع بشكل مفاجئ ويستقبل هدفين متتاليين أنهيا آمال السودان في المباراة.

0 Comments: