كشف رئيس تجمع "مسلمون أوروبيون" عبد الله منصور، أن الخطاب الإسلامي الوسطي المعتدل، هو السمة البارزة لمسلمي أوروبا، وأن ما يظهر من أعمال عنف وتطرف وإرهاب بين الفينة والأخرى هو نشاز ولا يعبر عن الصورة الحقيقية للمسلمين , وقال منصور، في حديث "وضع المسلمين في أوروبا عامة تحت السيطرة، والوضع عامة ليس بالسوء الذي عمدت بعض وسائل الإعلام في الشرق الأوسط على تضخيمه كما لو أنه هو الأصل وأن الوسطية والاعتدال هي النشاز".
وأضاف: "السمة الغالبة هي أن المسلمين في أوروبا يلتزمون بالقوانين الأوروبية، طبعا هذا لا ينفي أن هناك من يخالف هذه القوانين من المسلمين أو من يرتكبوا عنفا" , وذكر مصدر أن "مسلمي أوروبا"، وهو الاسم الجديد لـ "اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا"، يمتلكون نحو 3600 مركز أو جمعية في أوروبا، ولم يحصل أن شبابا كانوا في هذه المساجد أو المراكز قد نفذوا أعمال عنف" , وأضاف: "الغالبية العظمى من الشباب المتورطين في أعمال إرهابية، هم إما خرجوا من السجون، أو أنهم فشلوا في دراستهم أو أنهم ضحية للظلم الذي يرونه ولم يجدوا الجواب الصحيح له، أو ضحية للاجندات الاستخبارية، أو ضحية لحركات متطرفة" , وتابع: "الإسلام الذي ننشره في مراكزنا والأجواء التي نعيش فيها كلها مطمئنة، وغالبية المسلمين عندنا محصنون ضد العنف والتطرف والإرهاب".
وكشف منصور النقاب عن أنهم بصدد نشر دراسة تثبت أن ما يُنسب للمسلمين الأوروبيين من تهم بارتكاب عنف خلال 10 سنوات الماضية لا يتجاوز 7 بالمائة من أحداث العنف المرتكبة في أوروبا، مما يعني أن 97 من أحداث العنف يقوم بها غير المسلمين" , وعلى صعيد آخر أكد منصور أن مسلمي أوروبا هم نتاج أوروبي خالص ولا علاقة لهم بالاخوان، وقال: "قصة العلاقة بالاخوان هي جزء من المعركة الفكرية العالمية، ونحن مسلمون أوروبيون، وما يسمى بفكر الاخوان هو تسمية أكاديمية للإشارة إلى الفكر الوسطي، وهو فكر يتقسامه معها العديد من مكونات الساحة الإسلامية".
وأضاف: "الفكر الوسطي ملك للأمة، ونحن نؤمن بالإسلام الوسطي المعتدل، الذي يأمرنا باحترام قوانين ومكونات البلاد التي نحن جزء منها" , وأبلغ منصور "قدس برس"، أنه "ومنذ نهاية شهر رمضان سيتم التخلي نهائيا عن اسم اتحاد المنظمات الإسلامية من خلال استبداله باسم (مسلمون أوروبيون)" , وقال: "لقد صادقت كل الهيئات الشورية للاتحاد لجهة تغيير الاسم إلى مسلمون أوروبيون، وهو التعبير الحقيقي عنا، فنحن مسلمون ننتمي للإسلام دينا وعقيدة، ولأوروبا وطنا، ولا نرى في ذلك أي تناقض على الإطلاق"، على حد تعبيره.
كما اضاف : "اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا"، الذي تأسس في بريطانيا أواخر عام 1989، هو هيئة إسلامية أوروبية جامعة تشكل إطاراً موحداً للمنظمات والمؤسسات والجمعيات الإسلامية الأوروبية الأعضاء فيه , ويضم الاتحاد اليوم هيئات ومؤسسات ومراكز في 30 بلداً أوروبياً.
بدأ اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا العمل منذ أواخر الخمسينات الميلادية من الطلبة الوافدين الذين جاءوا بالذات من مصر وبدأوا العمل بصفوف الطلاب ثم تطور العمل إلى المؤسسات , وللاتحاد علاقات رسمية واضحة وقوية مع الأجهزة الرسمية الأوربية على رأسها الاتحاد الأوروبي.
0 Comments: