المؤتمر السوداني يطالب بإنقاذ الموسم الشتوي في مشروع الجزيرة

دعا حزب المؤتمر السوداني إلى اتخاذ حلول إسعافية عاجلة لإنقاذ الموسم الشتوي في مشروع الجزيرة من الفشل المبكر، محذراً من أن استمرار الأوضاع الحالية ينذر بانهيار كامل لهذا المشروع الذي يمثل العمود الفقري للاقتصاد الوطني والضامن الأساسي للأمن الغذائي لملايين السودانيين. وأكد الحزب أن الأزمة الراهنة تتطلب استجابة فورية قبل أن تتفاقم التداعيات على المزارعين والأسر التي تعتمد على الزراعة كمصدر رزق وحيد.

أوضح القطاع الزراعي بالحزب في بيان رسمي أنه ظل يراقب منذ سنوات مسار التدهور المتسارع في المشروع وفي كامل منظومة الري، حيث تتزايد معاناة المزارعين وتفقد القرى قدرتها على الصمود. وأشار البيان إلى أن سلطة الأمر الواقع تنشغل بسياسات قصيرة النظر تفتقر إلى المهنية والشفافية، وتدار عبر التمكين والمحسوبية بدلاً من المؤسسات الفنية والفرق الهندسية، وهو ما أدى إلى تفاقم الأزمة بشكل غير مسبوق.

أكد الحزب أن غياب الرؤية والإرادة السياسية الحقيقية أدى إلى تفكك الإدارة الزراعية وخروج الكفاءات من مواقعها، إضافة إلى تراكم الأعطال في قنوات الري وغياب الصيانة الدورية خلال العامين الماضيين، مما تسبب في انهيار البنية التحتية الحيوية للمشروع. وأوضح أن هذا الوضع انعكس بشكل مباشر على قدرة المشروع على الاستمرار والإنتاج، وأدى إلى تراجع المساحات المزروعة وانخفاض الإنتاجية بصورة غير مسبوقة.

أشار البيان إلى أن الموارد المالية التي كان من المفترض أن توجه لعمليات التأهيل والإصلاح ذهبت إلى دعم الحرب وغيرها من الأنشطة، وهو ما أدى إلى إفقار آلاف الأسر التي تعتمد على الزراعة كمصدر رزق أساسي. واعتبر الحزب أن ما حدث لمشروع الجزيرة ليس نتيجة الظروف وحدها، بل هو نتيجة مباشرة لسياسات خاطئة ظل يمارسها نظام الحركة الإسلامية منذ وصوله إلى السلطة، عبر سوء إدارة ممنهج وإهمال متعمد للصيانة وتفكيك المؤسسات التي كانت تحفظ للمشروع توازنه وقدرته على الإنتاج.

وصف الحزب أزمة الري الراهنة بأنها تمثل قلب المشكلة في الموسم الشتوي الحالي، مشيراً إلى غياب الآليات اللازمة لإزالة الحشائش وغيرها من العقبات. وأكد أن هذا الوضع يشكل إنذاراً مبكراً بفشل الموسم، ما يستدعي حلولاً إسعافية عاجلة لتفادي الانهيار الكامل.

ناشد الحزب المنظمات العاملة في المجال الزراعي، مثل منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو)، لإيجاد حلول عاجلة للأزمة. وأكد أن الحلول الجذرية تتطلب رؤية متكاملة تقوم على إعادة تأهيل القنوات الرئيسية والفرعية وإزالة الإطماء بصورة منهجية، بما يعيد للمشروع قدرته على الإنتاج والاستمرارية.

دعا الحزب جميع أبناء وبنات ولاية الجزيرة من مزارعين وعمال وخبراء وتنظيمات مدنية إلى التوحد في مواجهة هذا التردي الخطير والوقوف صفاً واحداً من أجل استعادة المشروع ودفعه نحو مستقبل يليق بتاريخه وبما قدمه للسودان. وأعلن الحزب التزامه بالعمل مع كل الأطراف التي لديها المصلحة في دفع عملية الإصلاح، مؤكداً استعداده لتوظيف الخبرات والعلاقات في خدمة مشروع الجزيرة وإنسانه ومزارعيه.