الثلاثاء، 23 مارس 2021

«ذعر أردوغان».. انتخابات مبكرة تعجل بالنهاية أم انتظار يقضي عليه


 منذ تعديلات الدستور التي أقرها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وتحويل تركيا إلى دولة تعمل بالنظام الرئاسي وليس البرلماني، كان يطمح لإجراء انتخابات مبكرة من أجل تعزيز قبضته على السلطة، الانتخابات موعدها الأصلي في 2023، إلا أن بعض المحللون أكدوا أن أردوغان بعد تعديلات الدستور في 2017 سيسعى لإجراء انتخابات مبكرة لتعزيز سلطته أكثر.

_ 2018 نقطة التحول في تاريخ أردوغان
شهد عام 2018 انهيار اقتصادي كبير للعملة التركية، وفقدت الليرة التركية ما يقرب من 36% من قيمتها منذ شهر أغسطس في عام 2018 وحتى نهاية نفس العام، وحاول الاقتصاد التركي الانتعاش والنهوض في 2019 إلا أن سياسات أردوغان المالية الفاشلة حالت دون ذلك.

أروغان معروف عنه بأنه "عدو الفائدة"، لذلك سعى بنظرية اقتصادية خاطئة بخفض أسعار الفائدة حتى وصلت للمنطقة السلبية بعد آخر تخفيض وصل فيها سعر الفائدة لـ 8.75%، ما جعل الاقتصاد التركي غير جاذب للمستثمرين.

فقد البنك المركزي اسقلاليته بعد إقالة المحافظ وتعيين آخر يتبع تعليمات أردوغان بالخفض المستمر لأسعار الفائدة.
الانهيار الاقتصادي والارتفاع القياسي في معدلات البطالة والتضخم، ساهم في تآكل شعبية أردوغان خصوصًا مع الارتفاع الكبير في أسعار السلع والخدمات الأساسية ما أدى لقطع الغاز والكهرباء عن حوالي نصف مليون مواطن.
 _ كورونا زاد من أوجاع أردوغان
بعد محاولات بائسة لإصلاح الاقتصاد التركي في عام 2019، ونمو هش وتراجع موسمي لمعدلات التضخم، انتشر فيروس كورونا في أنحاء العالم وتسبب في حالة ركود وأزمة اقتصادية كبرى.

تعامل الحكومة التركية وأردوغان مع الفيروس والاستهانة به، جعل تركيا ثامن أعلى دولة في معدل الإصابات والأسر انتشارًا للعدوى حول العالم والأعلى في منطقة الشرق الأوسط.
حرص أردوغان على استمرار العمل في البلاد وخصوصًا اسطنبول أكبر مدينة تجارية وصناعية ما جعلها بؤرة انتشار الفيروس، وسط تحذيرات من منظمة الصحة العالمية ونقابة الأطباء في تركيا من استمرار الوضع ما قد يؤدي إلى كارثة إنسانية.

وأكدت صحيفة "زمان" التركية، أن انهيار المنظومة الصحية التركية وانتشار الفيروس بهذه الطريقة في تركيا أدى لانخفاض شعبية أردوغان أكثر.

_ وزيري الداخلية والصحة يتفوقان على أردوغان في استطلاعات الرأي
كشفت أحدث استطلاعات للرأي قامت بها بعض المراكز البحثية التركية، تفوق فخر الدين قوجه وزير الصحة التركي، ووزير الداخلية سليمان صويلو على أردوغان، وفقًا لما أوردته صحيفة "تركيا الآن".

وقالت الصحيفة إن استقالة صويلو بسبب حظر التجوال المفاجئ الذي أسفر عن بث الرعب في نفوس المواطنين الأتراك رفع من أسهمه بصورة كبيرة بين المواطنين.
وتابعت أنه رفض قوجه لتحركات الحكومة وعدم فرض الإغلاق الكامل لمدة إسبوعين حتى ينحسر الفيروس، ساهمت في ارتفاع شعبيته، خصوصًا مع الجهود الكبيرة التي يبذلها لوقف انتشار الفيروس، وقيادته حرب داخلية في حزب العدالة والتنمية ضد التيار الذي يزعمه وزير المالية والخزانة وصهر أردوغان بيرات ألبيراق، باستمرار الحياة الطبيعية بغض النظر عن نتائج انتشار الفيروس.

 _ذعر داخل الحزب الحاكم من قرب نهاية أردوغان
وأكدت صحيفة "زمان التركية"، أن الذعر والقلق يسيطر على أروقة القصر الحاكم في تركيا، فانهيار الاقتصاد وانتشار كورونا أفسد مخططات أردوغان لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة تعزز قبضته على الحكم.

ونقلت الصحيفة تصريحات مصادر داخل القصر الحاكم، قولهم إن أردوغان يرغب في إجراء الانتخابات في أقرب وقت قبل توحش فيروس كورونا ودخول الاقتصاد التركي في حالة ركود مزدوج والوصول للأزمة الكبرى، وبالتالي انهيار شعبيته.

وتابعت أن المراقبون حذروه من هذه الخطوة الآن لأنها ستكون بمثابة بداية النهاية له، خصوصًا مع تراجع شعبيته بين مؤيدي الحزب الحاكم وسياسييه لصالح وزير الداخلية والصحة، وأنه يجب عليه الانتظار والعمل على حل الأزمات في أسرع وقت حتى لا تذهب تركيا لأسوأ سيناريو، قد يطيح بالحزب الحاكم بالكامل.

وأضافت أن أكثر ما يثير خوف أردوغان هو الانتخابات التشريعية المقبلة، والتي اقتربت لأنه يدرك جيدًا أن حزبه لن يستطيع الحصول على أغلبية البرلمان خلال هذه الدورة بعد حملة الانتقادات الواسعة والفشل الذريع في التعامل مع قضايا الفساد وأزمات المواطنين.

0 Comments: