الأحد، 31 أكتوبر 2021

جماعة الإخوان تدخل بين متظاهرين الخرطوم لتقتل وتنشر الخوف في قلوب لا تهاب الموت

يصر الإخوان على تفكيك صفوف السودانيين و نشر الفكر المتطرف بينهم، ونشر الارهاب في البلاد، أملاً للعودة للحكم، ولعبوا دوراَ إرهابياً بقتل المتظاهرين السلميين، لنشر الفوضى والخوف من التظاهر والمطالبة بحقوقهم، ولإتهام قوات الامن بقتل المتظاهرين، لإشعال الفتنة بين المكون العسكري والمدني وتثبيت الخلاف السياسي في السودان، بين العسكر والساسة للوصول إلى طريق لا يؤدي لتنفيذ الوثيقة الدستورية، او لإنتخابات عامة ديمقراطية ، كما وعد الشعب بها عند سقوط نظام البشير



الواقعية السياسية تأتي في مشهد السودان وقبله لبنان واليمن وغيرها من البلدان الشرق أوسطية التي اعتقدت هي أو عبر الأوصياء أن المحاصصة سبيل ممكن لتعبر الشعوب إلى الديمقراطية. المحاصصة السياسية هي اللغم المدفون في طريق الشعوب المتجه نحو حياة سياسية ديمقراطية.

وعلى ذلك على الشعوب العربية أن تعي الدروس، فالسودان يحصد أبناؤه نتائج تدخل جماعة الاخوان في المشهد السوداني، الذي ادى الى ولادة عسيرة للدولة الوطنية التي لم يعرفها هذا البلد العريق على الرغم أنه حصل على استقلاله عام 1956، لكنه كمعظم البلاد العربية تعثر في تيارات سياسية ذات نزعات، غير أن حظه العاثر أوقعه في شبكة جماعة «الإخوان المسلمين» لثلاثة عقود، تم تفريغ السودان من سودانيته وتمزيق نسيجه الوطني، فتشظت البلاد، وتفككت حتى جاءت ثورة عميقة من جيل جديد يريد سوداناً جديداً.

السودان الذي صنع اللاءات العربية الثلاث في مؤتمر الخرطوم 1967 حملته أمواج الإسلام السياسي إلى أبعد نقطة عن سودانيته وعروبته فلقد شكل انقلاب 1989 متغيراً عميقاً تحولت فيه تلك البلاد لوكر من أوكار «التنظيم الدولي للإخوان المسلمين»، بل إن الخرطوم نفسها احتضنت المؤتمر العربي الإسلامي 1991 الذي شكل تمدد القوى الإسلاموية الشيعية والسنية واعتمد آليات التنسيق بين الجماعات والتنظيمات ذات الاتجاه الإسلاموي، أبحر السودان بعيداً حتى جاءت مواكب الثوار لتعيد شيئاً من السودان.

لا يوجد خارطة طريق معتمدة يمكن الاستدلال بها أو عليها للانتقال السياسي أو بناء مجتمع سياسي جديد، لكل دولة تجربتها ولكل شعب طريقه نحو التغيير وتركيب المجتمع السياسي، من هذا يمكن للسودان أن يجتاز مرحلة ما بعد إسقاط نظام البشير بعيداً عن فكرة المحاصصة، فلا يمكن لسفينة واحدة أن يقودها ربانان، إرضاء كل الأطراف تحت شعارات العواطف الجياشة لن ينجح. 

فالبلد الذي استطاع إسقاط الديون الهائلة ونجح في العودة لمكانته الدولية قادر على أن يذهب لاستقرار سياسي من قرارات تأتي من تحت عمامة (الزول) للزول الشقيق والرفيق من دون اعتبارات لإرضاء الخارج الذي يجد في المحاصصات ما يسعفه في تسويق ديمقراطيات صورية لا تحقق شيئاً. (الزول) غاضب وضاقت به الأرض بما رحبت لكنه قادر على أن يحمل عصاه ويمضي نحو مستقبله بطريقته هو وليس بالطريقة التي تفرض عليه.


0 Comments: