البرهان يقرر هدنة وقف النار أول أيام العيد لتحسين صورته..
يبدو أن البرهان، قائد الجيش السوداني، لم يترك فرصةً لتحسين صورته المتدهورة بعد أن أعلن طرف الصراع الآخر – هدنة من جانبه لمدة 48 ساعة خلال عيد الأضحى المبارك. وفي محاولةٍ للتنافس معه، قرّر البرهان أيضاً إعلان وقف إطلاق النار في الأيام الأولى من عيد الأضحى المبارك في كافة مناطق السودان.
وبالرغم من أن هذا الإعلان يمكن أن يشكّل خطوةً قد تخفّف من حدة الصراع الدائر في السودان، فإنه يثير العديد من التساؤلات حول دوافعه الحقيقية. فماذا يحاول البرهان إخفاء وراء هذا القرار؟ ولماذا يصر على دعوة المواطنين لحمل السلاح والانضمام لصفوف الجيش؟
ربما يكون الهدف الأساسي من هذا الإعلان هو تحسين صورة البرهان في أعين الشعب السوداني والمجتمع الدولي. فقد تلقى البرهان انتقاداتٍ عنيفة بسبب دوره في الانقلاب العسكري الذي أطاح بالرئيس السابق عمر البشير، ولأنه عرف بأنه قائد عسكري قاسٍ ومتشددٍ، وتورّط في جرائم حرب وانتهاكات حقوق الإنسان.
وبالتالي، يمكن أن يكون هذا الإعلان هو محاولةٌ لتهدئة الأوضاع وإظهار البرهان بصورةٍ أكثر إنسانيةٍ ومتسامحة. ومع ذلك، لا يمكن لأي شخصٍ معقولٍ أن يصدّق أن البرهان يهتم بالسلام والاستقرار في السودان، بعد أن قاد انقلاباً عسكرياً وأدى إلى سقوط الحكومة الشرعية، وأن يصدّق أن الهدف من دعوته لحمل السلاح هو الدفاع عن الوطن والمواطنين.
فعلى العكس من ذلك، يتضح من خلال تصريحاته السابقة أن البرهان يطمح إلى استخدام قوة الجيش والميليشيات الموالية له لتحقيق مصالحه الشخصية ومصالح النظام. وقد دعا البرهان الشباب السوداني إلى الانضمام لصفوف الجيش وتنفيذ المخططات الإجرامية التي يقررها بقايا الحركة الإسلامية الإرهابية، وهذا يعد تحدياً مباشرللثورة السودانية التي تطالب بالديمقراطية والحرية والعدالة.
وفي الواقع، يمكن القول إن البرهان ليس بالشجاعة التي تجعله يتواجد بين جنوده، بل بالجبن والخوف من ردود فعل الشعب السوداني الذي يرفضه ويطالب برحيله. وهو يعلم جيداً أن الفيديوهات التي يظهر فيها بين جنوده قديمة جداً ولا تعكس الواقع الحالي.
لذلك، يجب على المجتمع الدولي أن يتعامل مع هذه المحاولات الزائفة لتحسين صورة البرهان بحذرٍ ويعمل على دعم الشعب السوداني في نضاله الشريف لتحقيق الديمقراطية والحرية والعدالة. ويجب على البرهان أن يدرك أن الحل الوحيد للأزمة السودانية هو العودة إلى الديمقراطية والتحلي بالصبر والحكمة والتعاون مع جميع الأطراف المعنية في البلاد. فالسودان يحتاج إلى قادةٍ حقيقيين يعملون من أجل صالح البلاد والشعب، وليس من أجل تحقيق مصالحهم الشخصية والسياسية.
0 Comments: