هل تنجح الجهود الدولية في إيقاف حرب السودان ؟

توقع الدكتور رمضان قرني، المتخصص بالشأن الأفريقي، أن يتجه المشهد السوداني خلال المرحلة المقبلة باتجاه السعي لحل الأزمة المحتدمة، بسبب الصراع الدائر بين قوات الجيش وقوات الدعم السريع.

وقال قرني إن مصدر التفاؤل هو الانخراط الأمريكي والدولي لحل الأزمة السياسية وإيقاف الحرب في السودان، خاصة أن الأزمة الراهنة والمعضلة كانت في انشغال المجتمع الدولي بالوضع في غزة بدرجة كبيرة، بالإضافة إلى الحرب في أوكرانيا.

وأوضح أن الأوضاع الدولية أدت إلى تناسي المجتمع الدولي للحرب الأهلية في السودان، لكن بعد المبادرة التي أعلن عنها وزير الخارجية الأمريكي بلينكن، باستضافة جنيف لمؤتمر بحضور الجيش السوداني وميليشيا الدعم السريع برعاية أمريكية وسعودية، وبحضور مراقبين من الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي ومصر والإمارات، وبالتالي نحن بصدد تحرك دولي لإيجاد حلول للأزمة السودانية.

وواصل الخبير بالشأن الأفريقي، حديثه، قائلا: بالتوازي مع هذا التحرك، هناك مجموعة من التحركات الإقليمية خلال الفترة الأخيرة، ربما كان أبرزها؛ مؤتمر القاهرة للقوى السياسية والمدنية برعاية الاتحاد الأفريقي، وجهود دول الجوار، وخاصة جيبوتي التي استضافت الاجتماع التنسيقي للشركاء الدوليين، وبالتالي نحن بصدد تحرك أفريقي ودولي لحل الأزمة السودانية، خاصة أن الاتحاد الأفريقي سيساهم في إنجاح المفاوضات السودانية.

وأضاف د. قرني: يبقى السؤال المهم، وهو: ما موقف طرفي الصراع في السودان من تلك التحركات الدولية؟ فالدعم السريع أعلنت موقفا واضحا بحضور المفاوضات، أما الجيش السوداني فلم يعلن موقفه حتى الآن، وإن كان السيناريو المرجح هو قبول الجيش السوداني بالمفاوضات بسبب درجة الانخراط الامريكى القوي في العملية التفاوضية، والموافقة على دخول المساعدات الإنسانية لحماية المدنيين من شبح المجاعة، وما يؤكد ذلك هو إعلان مجلس السيادة السوداني عن جولة خارجية للبرهان، تضم مصر والسعودية والصين، وبالتالي فهذه كلها شواهد لمفاوضات مباشرة لإيقاف الحرب.