الأحد، 9 أكتوبر 2022

أوروبا والولايات المتحدة يتجهان لفرض عقوبات على إيران لمقتل مهسا أميني

أوروبا والولايات المتحدة يتجهان لفرض عقوبات على إيران لمقتل مهسا أميني


يتجه الاتحاد الأوروبي نحو فرض عقوبات جديدة على إيران على خلفية قمع الاحتجاجات التي تشهدها البلاد منذ أسابيع. ويأتي قرار الاتحاد الأوروبي بعد إعلان الرئيس الأمريكي جو بايدن في بيان الإثنين أن بلاده "ستفرض هذا الأسبوع أكلافا إضافية على مرتكبي أعمال العنف ضد المتظاهرين السلميين".

قال الاتحاد الأوروبي الثلاثاء إنه ينظر في فرض عقوبات جديدة على إيران بسبب قمع الاحتجاجات التي أشعلها "مقتل" الشابة مهسا أميني، وذلك بعد خطوة مماثلة من الولايات المتحدة.

ويذكر أن مهسا أميني الكردية الإيرانية البالغة من العمر 22 عاما، قد توفيت بعد ثلاثة أيام من توقيفها في طهران من قبل شرطة الأخلاق على خلفية عدم التزامها بقواعد اللباس الإسلامي. وأشعلت وفاتها موجة احتجاجات في إيران ومسيرات تضامن مع النساء الإيرانيات في مختلف أنحاء العالم. 

وأعلنت "منظمة حقوق الإنسان في إيران" التي تتخذ من أوسلو مقرا، أن حصيلة ضحايا قمع الاحتجاجات وصل إلى 92 على الأقل منذ 16 سبتمبر بينما أفادت السلطات عن مقتل حوالي 60 شخصاً بما في ذلك 12 عنصرا في القوات الأمنية. وأوقف أكثر من ألف شخص. 

وأوضح مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد جوزيب بوريل أن الاتحاد ينظر في جميع الخيارات المتاحة بما في ذلك إجراءات تقييدية ردا على مقتل مهسا أميني والطريقة التي تعاملت بها قوات الأمن الإيرانية مع المظاهرات" موضحا أنه يعني بعبارة "إجراءات تقييدية" فرض عقوبات.

ويأتي قراره بعد إعلان الرئيس الأمريكي جو بايدن في بيان الإثنين أن "الولايات المتحدة ستفرض هذا الأسبوع أكلافا إضافية على مرتكبي أعمال العنف ضد المتظاهرين السلميين"، مضيفاً "سنواصل محاسبة المسؤولين الإيرانيين ودعم حقوق الإيرانيين في التظاهر بحريّة".

ونشرت "منظمة حقوق الإنسان في إيران"، مقطعَي فيديو يُظهر أحدهما عناصر من الشرطة الإيرانية على دراجات نارية يلاحقون الطلبة وهم يركضون في موقف سيارات تحت الأرض، بينما يظهر الآخر عناصر الشرطة على دراجات نارية وهم ينقلون موقوفين غُطّيت رؤوسهم بأكياس قماشية سوداء.

من جهته لم يوضح بايدن ماهية الإجراءات التي سيجري اتخاذها ضد إيران، المستهدفة بالفعل بعقوبات اقتصادية أمريكية قاسية يتعلق جزء كبير منها ببرنامجها النووي المثير للجدل. وردت طهران الثلاثاء مندّدة بـ"رياء" الرئيس الأمريكي. 

وكان المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي قد هاجم واشنطن الإثنين، متهماً الولايات المتحدة وإسرائيل بالوقوف وراء الحركة الاحتجاجية الأكبر في البلاد منذ احتجاجات العام 2019 على ارتفاع أسعار البنزين. وقال خامنئي (83 عاماً) في أول رد فعل له على الاحتجاجات، "أقول بوضوح إن أعمال الشغب هذه والاضطرابات تم التخطيط لها من الولايات المتحدة والنظام الصهيوني الغاصب والمزيّف، ومأجوريهم وبعض الإيرانيين الخائنين في الخارج ساعدوهما".

وقال خامنئي أيضا إن الشرطة "ملزمة بمواجهة المجرمين وضمان أمن المجتمع". مضيفا بأن وفاة أميني "كانت مريرة وأحرقت قلبي"، لكنه اعتبر أن "رد الفعل دون أي تحقيق كان غير طبيعي"، متابعا "الردّ لا يكون بأن يزعزع بعضهم الأمن في الشوارع وأن يحرقوا المصاحف ويخلعوا حجاب السيدات المحجبات، ويُضرموا النيران في المساجد والمصارف وسيّارات النّاس". وشدد على أن التحركات "لم تكن طبيعية. كانت أعمال شغب مخططا لها مسبقا".

وأفرجت السلطات الإيرانية بكفالة عن المغني شروين حاجي بور الذي أوقف بعد تقديمه أغنية لقيت انتشارا على مواقع التواصل، دعم فيها الاحتجاجات، وفق ما أفاد مسؤول قضائي الثلاثاء. وأفرج عن 400 شخص كانوا قد اعتقلوا في الحملة الأمنية "شرط ألا يكرروا أفعالهم" على ما نقلت وكالة إرنا الرسمية للأنباء عن مدعي طهران علي صالحي.

وأفادت وكالة مهر للأنباء أن مئتي طالب تجمعوا بعد ظهر الأحد في جامعة شريف للتكنولوجيا ورددوا شعارات مناهضة للنظام فضلا عن شعار "امرأة حياة حرية" و"الطلاب يفضلون الموت على الذل"، احتجاجا على وفاة مهسا أميني وتوقيف طلاب خلال المظاهرات. 

من جهتها، فرضت كندا عقوبات جديدة على مسؤولين إيرانيين، فيما استدعى وزير الخارجية البريطاني الإثنين كبير الدبلوماسيين الإيرانيين في لندن.

الثلاثاء، 4 أكتوبر 2022

احتجاجات إيران على قتل الشرطة لمهسا أميني.. "جبل الجليد" الذي يؤرق النظام

احتجاجات إيران على قتل الشرطة لمهسا أميني.. "جبل الجليد" الذي يؤرق النظام

احتجاجات إيران على قتل الشرطة لمهسا أميني.. جبل الجليد الذي يؤرق النظام


أثارت وفاة مهسا أميني، البالغة من العمر 22 عاماً، بعد أن احتجزتها "شرطة الأخلاق" في إيران احتجاجات غاضبة، حيث أحرقت النساء احجبتهن في تحد لقواعد اللباس الصارمة في جمهورية إيران الإسلامية والقائمين على تطبيقها.

دوريات "الإرشاد" التي تقوم بها هذه الشرطة التي تعرف بـ "غشتي إرشاد" مهمتها "ضمان احترام الأخلاق الإسلامية واحتجاز النساء اللواتي يُنظر إليهن على أنهن يرتدين ملابس "غير لائقة". بموجب القانون الإيراني، الذي يستند إلى تفسير البلاد للشريعة، تُلزم المرأة بتغطية شعرها بالحجاب وارتداء ملابس طويلة وفضفاضة لإخفاء جسدها.

ويقال أن أميني لم تكن تغطي شعرها كاملاً عندما ألقت الشرطة القبض عليها في طهران في 13 سبتمبر . ودخلت أميني في غيبوبة بعد فترة وجيزة من انهيارها في مركز الاحتجاز، وتوفيت بعد ثلاثة أيام فقط في المستشفى.

قاربت الاحتجاجات في إيران على تجاوز أسبوعها الثاني، دون أن تتراجع أو تنجح السلطات الإيرانية في احتواءها بشكل كامل. وبصرف النظر عن المآلات التي يمكن أن تتجه إليها هذه الاحتجاجات، فإن المُحفِّزات التي أدت إلى اندلاعها، فضلاً عن انتشارها وانتقالها بسرعة بين المحافظات الإيرانية.

و يوحي بأن هذه الاحتجاجات تحديداً تطرح دلالات سياسية في المقام الأول تتعلق بالعلاقة بين النظام الحاكم والشارع الإيراني، وتأثير سياسات النظام، على المستويين الداخلي والخارجي، على تلك العلاقة، وتزايد حدة الاستياء لدى الفئة المجتمعية الأكبر وهى فئة الشباب بسبب الأزمات الاقتصادية والاجتماعية التي تواجهها إيران بفعل تلك السياسات.

ويمكن القول إن وفاة أميني كانت العنوان الأبرز فقط للأزمة الحالية، أو ما يمكن أن يطلق عليه "قمة جبل الجليد" التي تظهر على سطح الماء في حين أن القسم الأكبر من هذا الجبل يختفي في أعماقه.

ابنة رئيس إيراني سابق في قبضة الأمن الإيراني لدعمها الاحتجاج ضد مقتل مهسا أميني

ابنة الرئيس الأسبق أكبر هاشمي رفسنجاني

ولقد اعتقلت السلطات الإيرانية ابنة الرئيس الأسبق أكبر هاشمي رفسنجاني بتهمة التحريض على الاحتجاج، وفق ما أفادت وكالة تسنيم للأنباء، وسط موجة تظاهرات تعمّ إيران احتجاجاً على مقتل مهسا أميني بينما كانت قيد الاحتجاز لدى شرطة الأخلاق.

ويواصل الإيرانيون تظاهراتهم لليلة الثانية عشرة توالياً احتجاجاً على وفاة أميني بعد اعتقالها من قبل الشرطة الايرانية لعدم التزامها بقواعد اللباس الصارمة في إيران، ولقد سبق لفائزة هاشمي، النائبة السابقة والناشطة في مجال حقوق المرأة، أن دخلت في مواجهات مع السلطات.