الثلاثاء، 16 مايو 2023

 التآمر والخيانة في دماء الأخوان لإشعال الفتنة في السودان..ويعرقلون عملية السلام

 التآمر والخيانة في دماء الأخوان لإشعال الفتنة في السودان.. ويعرقلون عملية السلام


الأخوان يشعلون الفتنة في السودان


الإخوان يعرقلون عملية السلام

يبدو أن السودان يحتاج أكثر من أي وقت مضى إلى إنقاذ نفسه وشعبه من الثالوث الإرهابي (الإخوان وداعش والقاعدة)، والذي تجمعه مصالح وأهداف مشتركة، بدءا من التوصل إلى اتفاق بوقف إطلاق النار والبدء في تسوية سياسية مثمرة تنأى به عن مخططات الإسلاميين الذين يظهرون رفضا مستميتا للوقوع في المصير نفسه الذي لقيه إخوانهم في المنطقة العربية.

تُخفي القراءة المختزلة للتطورات بالسودان عبر التركيز على سردية اندلاع مواجهات بين قوات عسكرية نافذة، تفكيكًا هو الأخطر على مستقبل البلاد، ويتعلق بطبيعة الصراع وهوية الجهات التي تدفع عن قصد أو دونه إلى تكريس الاحتراب الأهلي وزيادة مساحة الفوضى.

ومع دخول الصراع مراحل متقدمة تكاتفت ثلاثة كيانات متطرفة هي: الإخوان وداعش والقاعدة، في التصورات والأهداف، ليس لعرقلة المسار باتجاه تسوية تقود إلى حكم مدني تشاركي فحسب، وإنما لتفكيك السودان وتمزيق أوصاله بعدما تيقنت تلك التنظيمات أن هذا هو الخيار الوحيد لتبقى وتقوى.

وكشفت بعض المواقف والتصريحات حقيقة ما جرى التمهيد له من قبل جماعة الإخوان التي أدرك قادة تنظيمها الدولي أن لا عودة مجددًا إلا بإشعال فتنة أو حرب أهلية، وأنها خاسرة لا محالة إذا وقفت مكتوفة الأيدي أمام التغيير السياسي المعبر عن إرادة الجماهير في تجاوز حقبة الجماعة القاتمة وفتح المجال لإصلاحات شاملة وإن كانت تدريجية.

وتلت دعوة راشد الغنوشي المبطنة في تونس إلى حرب أهلية دعوة أخرى للقيادي الإخواني السوداني الهارب في تركيا عبدالحي يوسف، حرّض فيها عبر فيديو تناقلته وسائل التواصل الاجتماعي (السبت 27 أبريل) على قتل سياسيين وقادة أحزاب من الداعمين للاتفاق الإطاري.

ووجد الغنوشي من يفرمل دعوته في مهدها ويخمد نيران الفتنة، بينما تحظى فتاوى يوسف بمن يقبل ترجمتها على الأرض، حيث أثبتت جماعة الإخوان في السودان أنها أكثر قدرة من غيرها، في كل من مصر وتونس، من أفرع التنظيم الدولي على إعاقة المرحلة الانتقالية والدفع باتجاه الفوضى والاحتراب لتكريس حضورها وحماية مكتسباتها.

ظاهرة واحدة

الأوضاع الحالية في السودان تمثل حافزًا قويًا لتقدم تنظيم داعش، حيث يطمع في التمركز داخل موقع جيوسياسي مهم، جمعت بين أفرع الإخوان ظاهرة واحدة عقب عزل الجماعة عن السلطة في ظروف مختلفة، هي الرفض الشعبي وعدم القدرة على العودة إلى الحكم بالوسائل الطبيعية، لكنها تفاوتت في نسب امتلاكها لأدوات خشنة تمكنها من تعطيل الانتقال وإيقاف المسار الجديد أو تتيح لها قلب المشهد رأسًا على عقب، تمهيدًا لإعلان مرحلة العودة النهائية.

ورفض فرع الإخوان في السودان الوقوع في مصير أفرع الجماعة الأخرى والرضا بالاستسلام أو الطرد المُذِل بعد أن مكثت الجماعة في السلطة ثلاثين عاما متواصلة، وكأن هذا الفرع يريد أن يكون بوابة استعادة الإسلاميين للسلطة بجعل السودان مركز قوة إقليمي للإسلام السياسي وحلفائه المنتمين لتنظيمي القاعدة وداعش.

ويجسد عبدالحي يوسف ميزات الفرع السوداني عن غيره، فالتحالف بينه وبين الجهادية السلفية (داعش والقاعدة) أوثق وأوضح، حيث تربطه علاقات متينة بنظام الرئيس السابق عمر البشير الذي أسند له 12 وظيفة ومنحه مزايا مادية سخية، وهو يملك علاقات جيدة مع داعش والقاعدة.

وأتاحت التحالفات المتشعبة للإخوان القدرة على التحرك من خلال ميليشيات وتشكيلات عسكرية قبيل ساعة الصفر وبعد أن وفر معاونوها وخلفاؤها داخل السلطة الكثير من العوامل المساعدة.

فقد جمّد قائد الجيش الفريق أول عبدالفتاح البرهان عمل لجنة تفكيك نظام الإخوان وإزالة التمكين واستعادة الأموال المنهوبة، وتوج سيناريو إعادة كوادر الجماعة للمشهد بتهريب قادتها من سجن كوبر، في مقدمتهم أحمد هارون وإبراهيم السنوسي وعلي عثمان طه ونافع علي نافع، والذين أعلنوا الاصطفاف مع الجيش في حربه ضد قوات الدعم السريع.

ولم يتم السماح فقط للإخوان بالعودة في صورة سياسية عبر الإعلان السابق عن إطلاق ما عُرف بتحالف التيار الإسلامي العريض الذي ضم 10 فصائل تنتمي للجماعة، إنما سُمح لها بالعودة في صورتها الميليشياوية.ومُنح قادة ميليشيات سيئة السمعة الضوء الأخضر للظهور، وأبرزهم أسامة عبدالله وأنس عمر والإخواني علي كرتي الذي ظل مختبئًا فترة طويلة.

وكعادة الإخوان لم يكن الهدف بث الفوضى وتكريس الميليشياوية فقط، بل إجهاض التسوية السياسية، حيث كان من المقرر تحويل الاتفاق الإطاري إلى نهائي في الأول من أبريل الماضي، وحل التباينات بين القوى المدنية وممثلي الجيش والدعم السريع.وجرى استقدام جماعات إرهابية من دول الجوار للتمركز في السودان وتحويله إلى معقل للمتطرفين بتنويعاتهم لضمان الهيمنة على السلطة.

تحفز داعش

على ضوء التطورات في السودان، يخطط داعش لتدشين حلقات ربط بين مناطق نفوذه في القارة كي يوسع نطاق سيطرته الجغرافية، تمثل الأوضاع الحالية في السودان حافزًا قويًا لتقدم تنظيم داعش، حيث يطمع في التمركز داخل موقع جيوسياسي مهم يربط بين إقليمين أفريقيين بالغي الهشاشة يقعان في الشرق والغرب من السودان.

وتغري إطلالة السودان على البحر الأحمر قادة التنظيمات المتطرفة بهدف السيطرة على ممر ملاحي أو التأثير فيه من خلال تعطيل السفن والتجارة.ويريد تنظيم داعش، والذي يتبنى بوضوح خطاب الإرهاب العابر للحدود، التواجد في نقطة تقاطع مصالح قوى إقليمية ودولية عبر التهديد باستهداف موانئ تمثل أهمية خاصة، والضغط لأجل تنفيذ عمليات ضد أهداف بحرية عالية القيمة، مثل ناقلات النفط والقواعد العسكرية.

جهوزية القاعدة
فرع الإخوان بالسودان يريد أن يكون بوابة استعادة الإسلاميين للسلطة بجعل السودان مركز قوة إقليمي للإسلام السياسي وحلفائه، وبدا تنظيم القاعدة قبل اندلاع الصراع المسلح وأثناءه في منتصف أبريل الماضي أكثر جهوزية من داعش للتدخل بشكل منظم ومبني على خطط أُريد لها أن تبدو متماسكة بهدف نيل القدر الأكبر من المكاسب.

الثلاثاء، 17 يناير 2023

 لجنة إزالة التمكين تضيق الخناق على الأخوان المسلمين في السودان

 لجنة إزالة التمكين تضيق الخناق على الأخوان المسلمين في السودان

الشعب السودان والجيش حول علم السودان


يترقب تنظيم إخوان السودان عاصفة جديدة من شأنها اقتلاع جذور التنظيم من الأرض، في ضوء القرارات التي أعلنت عنها ورشة التفكيك، وتشمل حزمة إجراءات لتعزيز آليات ملاحقة عناصر التنظيم والتضييق على أنشطتهم، وأيضاً اجتثاث جذور حكم الإخوان الذي استمر في البلاد مدة (30) عاماً، وما يزال متوغلاً بمختلف المناصب التنفيذية داخل الدولة.

وجماعة الإخوان المسلمون في السودان منظمة سياسية إسلامية تنشط في البلاد منذ الأربعينيات، وقد اتُهمت الجماعة بمحاولة قلب نظام الحكم وتم حظرها من قبل الحكومة السودانية منذ عام 1989. 

وفي السنوات الأخيرة ، اتخذت الحكومة السودانية موقفًا متشددًا ضد جماعة الإخوان المسلمين ، واعتقلت وسجن أعضاء الجماعة ومحاولة اقتلاع جذورها، وفي عام 2019 ، أطلقت لجنة ازالة التمكين حملة لإغلاق المساجد والمؤسسات الدينية الأخرى المرتبطة بالجماعة.

فضلاً عن مصادرة ممتلكاتها. كما قامت الحكومة بقمع وسائل الإعلام المرتبطة بالجماعة ، حيث أغلقت العديد من الصحف والمواقع الإلكترونية. انتقدت جماعات حقوق الإنسان الحملة على جماعة الإخوان المسلمين ، بحجة أنها تنتهك حرية التعبير وتكوين الجمعيات. 

وكان خبراء وسياسيون سودانيون شاركوا يوم الخميس، في ختام مؤتمر تجديد عملية تفكيك نظام الإخوان الذي حكم البلاد سابقاً، قد اتفقوا على خارطة طريق تضمنت إلغاء كافة القرارات الصادرة من الدائرة الاستئنافية والقضائية المتعلقة بإلغاء قرارات لجنة التفكيك السابقة، وإعفاء قضاة المحكمة العليا، وإخضاع قضاة الدرجات العليا للفحص والتدقيق.كما اتفقوا،على تأسيس شرطة خاصة بتفكيك التمكين، ومنح أعضاء اللجنة حصانة إجرائية وقانونية.

وتأتي هذه التوصيات، وفق التقرير، كخطوة أولى نحو الاتفاق النهائي لنقل السلطة إلى المدنيين عبر معالجة (5) قضايا أساسية تشمل تفكيك تمكين نظام الإخوان والعدالة وإصلاح الجيش والأجهزة الأمنية وإصلاح الأجهزة العدلية ومراجعة اتفاق السلام الموقع في تشرين الأول (أكتوبر) من عام 2020.

تطهير القضاء وتفعيل قوانين مكافحة الفساد

التوصيات التي جاءت بعد اجتماع قوى بارزة للتيار السياسي والمدني السوداني، أكدت على إلغاء الأحكام الصادرة من الدائرة القضائية التي ألغت قرارات لجنة التفكيك وإعفاء قُضاة المحكمة العليا وإخضاع القُضاة الآخرين لعملية فحص وتدقيق.كما أوصت بإنهاء تمكين منسوبي نظام الرئيس المعزول عُمر البشير داخل الأجهزة الأمنية والعسكرية، ومُلاحقة المعتدين على المال العام.

تحول خطير للمواجهة بين لجنة التفكيك وتنظيم الإخوان

وشملت توصيات المؤتمر أيضاً إجراء مراجعات شاملة لقطاعات النفط والتعدين والتعليم بكل مستوياته، ومراجعة الفساد في القطاع الخاص، ومحاسبة المتورطين في اكتساب الأموال بطريقه غير شرعية؛ بتفعيل قوانين: “من أين لك هذا؟ والثراء الحرام، والمال المشبوه، وسد ثغرات نظم المكافحة الدولية”.