الثلاثاء، 15 أغسطس 2023

 السودان تمر بأزمة التعليم بسبب تأثير الإرهاب على مستقبل الأطفال.

التعليم أصبح خراب

 يشهد السودان حاليًا تحديات خطيرة في مجال التعليم، وهو ما يمكن بسبب تأثيرات الإرهاب على العملية التعليمية في الوقت الذي يجب أن يكون فيه الأطفال في مرحلة النمو والتعلم، يشهد السودان ارتفاعًا مقلقًا في عدد الأطفال غير الملتحقين بالمؤسسات التعليمية. تسعة ملايين طفل، أي أكثر من ثلثي السكان يجدون أنفسهم محرومين من فرصة الحصول على التعليم. و يجب أن نلقي نظرة على الأوضاع التي أدت إلى هذا الإحصاء المحزن.

تأثر السودان بموجات من القتال والصراعات، ولكن العشر السنوات الأخيرة شهدت تفاقمًا خطيرًا. حالة من الانعدام الأمني وتقلب الأوضاع في البلاد ساهمت في تفاقم هذه المشكلة. تم أغلاق أكثر من 10 آلاف مركز تعليمي خلال هذه الفترة، مما أثر بشكل مباشر على إمكانية الأطفال الوصول إلى التعليم.

توقف المدارس والجامعات عن الدراسة منذ اندلاع الحرب، مما أدى إلى فقدان فرص تعليمية قيمة للجيل الصاعد. فالتعليم هو أكثر من مجرد قراءة وكتابة، إنه يمنح الأطفال الفرصة لتطوير مهاراتهم وقدراتهم وبناء أسس مستقبلهم. إذا ما أضفنا إلى ذلك قرار وزير التربية والتعليم المكلف بإلغاء امتحانات الشهادة الابتدائية، يصبح واضحًا أن هذه المشكلات ليست مجرد مشاكل تعليمية بسيطة، بل هي جزء من تأثيرات أوسع للإرهاب على مستقبل الأطفال في السودان.

السبت، 12 أغسطس 2023

الحرب و الإرهاب في السودان جعل كل مكان به جثث للمدنيين و لا يوجد مكان للدفن.

السودان.

 مع اقتراب نهاية الشهر الرابع للحرب، جاء منشور المتطوّع الشاب ليضع السودان أمام مرحلةٍ جديدةٍ من الواقع الملتهب. ما عادت حاجة الناس فقط للغذاء وماء الشرب والدواء، نحن في مرحلة البحث عن متطوّعين لحفر القبور.

كان المنشور نداء استغاثة على خلفية يوم دام في مدينة أم درمان في 8 أغسطس/ آب الجاري. تكدّست جثث المدنيين في مستشفى النو شمال العاصمة، بعد معارك ضارية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ ساعات الفجر الأولى. وذكر شهود من سكان بعض أحياء وسط أم درمان القديمة أن مسلحين طلبوا منهم إخلاء منازلهم. ومع مشاهد طوابير المدنيين المغادرين أحياءهم إلى المجهول، كانت المعارك تشتدّ في المدينة التي أسّسها محمد أحمد المهدي في عام 1885، وظلت تُعرف بأنها العاصمة الوطنية للبلاد.

كان متطوّعوا شبكات الدعم الاجتماعي، في اشتباكات سابقة، يطلبون أطبّاء متطوّعين، أدوية، معينات جراحية، دما. لكن الضحايا في هذه المرّة كانوا أكثر ممن يُرجى إنقاذهم. فكان الطلب هذه المرّة مختلفاً. “الحوجة: حفّارو قبور”.

توقفت أغلب مستشفيات الخرطوم عن العمل. وحتى المنظمّات الدولية تعاني في محاولة تقديم بعض العون للمحتاجين. منظمة الصليب الأحمر يتهمها موالون للجيش بأنها تعمل مع قوات الدعم السريع، وأنها تهرّب السلاح لصالحها! بينما تناشد منظمة أطباء بلا حدود السلطات السودانية بمنح منسوبيها تأشيرات دخول للبلاد المنكوبة، وحذّرت من أنها قد تضطر للتوقف عن العمل خلال أسبوع.

الثلاثاء، 8 أغسطس 2023

قصف منازل المدنيين و ترهيبهم هو النهج المتداول لقوات الجيش.

السودان

تعكف المنطقة المحيطة بأم درمان على مواجهة واقع مرير وصادم، إذ انطلقت قوات الجيش السوداني في هجوم مروِّع مساء أمس، أتى برفقته اشتباكات عنيفة أسفرت عن دماء العديد من المدنيين الأبرياء. تصاعدت الأوضاع إلى مستوى غير مسبوق، حيث اتسمت هذه الاشتباكات بقصف عشوائي لمنازل المدنيين، مما أدى إلى تشريد المئات من الأسر وهروبهم ببساطة من منازلهم وممتلكاتهم، تاركين خلفهم حقائبهم وأحلامهم المحطمة.

تنتج هذه الأحداث المروعة تأثيرًا إنسانيًا كارثيًا يمتد لمحافظات السودان المختلفة، حيث يضاف إلى واقع الصراع القائم في البلاد مزيدًا من المعاناة والحزن. تواجه الجماعات الإنسانية والمنظمات الدولية تحديات جسام في تقديم المساعدة والدعم للمتضررين، في ظل تصاعد الأعداد التي ترفد مخيمات اللاجئين والنازحين الجديدة. يُعقِّب هذا المشهد المأساوي القصف العشوائي الذي يستهدف المناطق السكنية، والذي لا يمكن تبريره بأي حجة عسكرية مقبولة.

يتجلى واجب المجتمع الدولي في الوقوف بجانب الشعب السوداني والعمل على إيقاف هذه المأساة الإنسانية. يجب أن يتحمل الجيش السوداني المسؤولية الكاملة عن هذه الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان، وعلى الحكومة أن تتخذ إجراءات فورية لمحاسبة المسؤولين وضمان حماية المدنيين. من الضروري توحيد الجهود الدولية لتقديم الدعم والمساعدة للمتضررين، وضمان تقديم العون الإنساني اللازم لتخفيف معاناتهم ومساعدتهم في إعادة بناء حياتهم المحطمة جراء هذه الأحداث المأساوية.